العربي رياض
احس أحيانا وانني ” غير زايد ” بخصوص ” التفريجة على التلفاز أو على الفقرات المقدمة من لدن هذا التلفزيون خلال شهر رمضان الأبرك ، بصدق تحس وكأن كل السيتكومات والكاميرات الخفية ، تعج بالفرجة لدرجة لا يمكنك معها تقدير عدد الجمهور ، هل هو عشرة ملايين او ثلاثة وعشرون مليونا أو أكثر بكثير المهم هو أنك لا يمكن أن تجزم فالصفار اليمينية طويلة وقد تسقط من كل الجنبات إذا أمعنت في الأمر أكثر ، عليك فقط أن تصدق أننا أمام ثورة جماهيرية مفتونة بالتلفزيون ، ليس أي تلفزيون إنه تلفزيوننا ذي السيتكومات والكاميرات ” المشرشمة ” بالضحك لابد وانك تظل مشدوها أمامها لا تخجل من إحساسك عبر عنه قل إن فمي يظل مفتوحا أمام هذه الأعمال الساحرة والرائعة ، لا تحسبن أن انفتاح فمك سببه مخلفات الحريرة ، قد تكون ضغطت على أمعائك فظهرت أضراسك تبحث عن الأوكسيجين تنقله لبدنك المنهوك ، أو نعسة غازية تضرب العين والفم قبل أن تسافر بك لتترك التلفزة تحكي وحيدة ، أو هو تفكير في مآسي الحجر لا إنها فترة اندهاش حقيقية ، مما تراه عينك إسأل إدارة التلفزة إنها تقول بأن عدد المشاهدين تضاعف ، إن إدارة التلفزة بالرغم من أعطاب كورونا فهي مسرورة والناس يتقاتلون أمام الباب للدخول والتمتع بما تقدم ، وهي مسرورة أيضا لأنها تضحككم ، هي القطاع الوحيد الضاحك الآن ، هي ما تبقى لكم من الضحك في زمن الوباء قبل أوبئة قديمة لم نعشها ولكن فقط كان ينقلها لنا التلفزيون ، ويقدمها لنا بالطريقة الأليق حتى نتعلم ونستفيد ، في زمن آخر كانت التلفزة تتحرك ومع ذلك كانت تبدو لنا رديئة ، اليوم إنها تضحك نعم إنها تضحك ، وحدها دون الكل تضحك ، أنظروا إلى وزارة الصحة أليست عابسة يوميا أمامكم ولا تأتيكم إلا بأخبار الشؤم ، والرعب والوسواس ، ووزارة الداخلية فقط تحذركم وتتوعدكم إن خالفتم القواعد والعادات الكورونيالية ، حتى إنها منعت الصحافيين من الخروج ليلا ، والنيابة العامة توزع عليكم في كل مرة أخبار الاعتقالات وكم من الأشخاص احيلوا على القضاء وهم بالمئات ، ووزارة التعليم التي استكثرت أن تبعث للأطفال أخبارا سارة وتركتهم حتى ناموا لتعلن في منتصف الليل أنهم في عطلة ، لأنها تحسدهم على طفولتهم ، وتحسدهم على عطلتهم وتمتعهم بنوم هادئ لا إزعاج فيه ، لذا لم يتبق من الضحك إلا هي ، تفرجوا علي الفقرات ، إنها تعلن حتى إن كنتم لا تريدون ان تضحكوا فهناك البوطونات الإليكترونية التي ستضحك بدلا عنكم ، نعم في امريكا تلك القهقهات الإفتراضية ، النابعة من الميكساج تدخل في إطار تحفيز المشاهد على المتابعة والانتباه للمواقف المضحكة او التي تستحق الوقوف عندها ، عندنا أصبح لها معنى آخر ورسالة أخرى ألم اقل إن جمهور تلك الفقرات قد يكون بلغ مليار و700 مليون نسمة ، من كل اقطار الدنيا والكواكب القاطنة بالقرب من الساتليت هناك في السماء المظلمة بفعل تلك الآلة المجمعة للضحك ، وما تلك الىلة إلا حاملة لرسالة أضحت اكثر وضوحا سنة بعد سنة ، مفادها لا نريد ضحككم ولا فرجتكم فإن لم تضحكوا وتتفركوا فهناك من سينوب عنكم ، وصوت ضحكه وقهقهاته اعلى من ضحكاتكم مجتمعة ، وإن كان ضحكها ضحك كالبكاء .. نحن بذلك نغطي على بكائكم وعلى حظكم التعس بيننا وبين الوباء الذي وصل إليكم ولم نعد نكتفي ببثه لتحسوا به