عزالدين زهير
خلفت المبادرة السامية للملك محمد السادس نصره الله بإرساله مساعدة طبية عاجلة إلى تونس الشقيقة، عقب تدهور الوضع الوبائي بسبب الارتفاع الحاد في حالات العدوى والوفيات المرتبطة بفيروس كوفيد-19 صدا طيبا في نفوس الإخوة التونسيين و عبروا عن إمتنانهم لجلالته و للشعب المغربي على هذه الخطوة التضامنية .
ويأتي هذا الإمتنان بعدما أعطى جلالته تعليماته السامية لدعم تونس للتصدي لجائحة فيروس كورونا في ظل الوضع الوبائي الخطير الذي يعيش فيه الإخوة التونسيين، حيت تم تخصيص جسر جوي لنقل المساعدات و يتكون من مستشفى ميداني بوحدتي إنعاش كاملتين ومستقلتين، بطاقة إيوائية تبلغ 100 سرير، كما تشمل ذات المساعدة على 100 جهاز تنفس ومولدين للأكسجين بسعة 33 م 3 / ساعة لكل واحد منهما.
وأكدت الجمعية التونسية للعمل التطوعي والمركز المغربي للتطوع والمواطنة على ان هذه المبادرة الملكية التطوعية والتضامنية تندرج في إطار روابط التضامن الفعال بين المملكة المغربية والجمهورية التونسية، وكذلك في إطار الأخوة العريقة التي تجمع الشعبين الشقيقين، مبرزين أن مثل هذه المبادرات التي تأتي في وقت الأزمات، ليست غريبة عن ملك المغرب، فالشعب التونسي يتذكر الزيارة التي قام بها العاهل المغربي إلى تونس شهر مايو من سنة 2014 والتي استمرت لمدة عشرة أيام، والتي جاءت عقب الأحداث الإرهابية التي شهدتها تونس في نفس السنة، الزيارة التي قوبلت بترحيب كبير من قبل التونسيين، خاصة بعد تمديد الزيارة وتخصيص جزء منها للترفيه والسياحة، والتنقل ومن دون حراسة مشددة، في ساحات وأسواق تونس، ومصافحة أهلها في رسالة حميمية إلى العالم مفادها آنذاك : ” زوروا تونس ولا خوف عليكم، استثمروا فيها وراهنوا على شعبها ووعيه وتحضره”.
كما استحضر البلاغ الذي توصلت به ضاد24 ، العلاقات المتميزة التي تربط بين المجتمع المدني التونسي والمغربي والتي ما هي إلا ترجمة للروابط الأخوية والمتينة التي تجمع بين قائدي البلدين، والتي شكلت وتشكل على الدوام الدعامة الأساسية للعلاقات بين البلدين، وكانت مناسبة لتوجه الجمعيات التونسية كل آيات الشكر والتقدير والعرفان لصاحب الجلالة على هذه الالتفاتة وخاصة في هذا الظرف العصيب الذي تمر فيه تونس، معتبرون أن هذا الجسر التضامني هو درس من دروس التطوع والتضامن
و توجهت الجمعية التونسية للعمل التطوعي والمركز المغربي للتطوع والمواطنة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك بأحر التهاني وأطيب الأماني المشفوعة بخالص الدعاء إلى الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والرئيس التونسي قيس السعيد ، باليمن والخير والبركات، وأن يهله على الشعبين المغربي والتونسي والأمة الإسلامية قاطبة بالرقي والازدهار والأمن والهناء، راجبن من الله أن يرفع عن العالم أجمع هذا الوباء.
و يذكر ان المركز المغربي للتطوع والمواطنة والجمعية التونسية للعمل التطوعي تعتبران من الجمعيات الرائدة في العمل التطوعي بالعالم العربي حيث هما معا من مؤسسي الاتحاد العربي للتطوع سنة 2003 بمدينة الدوحة بقطر والذي يضم 16 دولة عربية، والاتحاد المغاربي للعمل التطوعي بحضور كل من ليبيا والجزائر، الاجتماع التأسيسي الذي نظم على هامش الندوة الدولية التي نظمها المركز في دجنبر 2018، بمناسبة اليوم العالمي للتطوع بمدينة الدارالبيضاء بالمملكة المغربية.