سررت كثيرا بهذه المصادفة الرائعة والمتعلقة بتكريم هرمين رائعين من أهرامات الأغنية المجموعاتية
التكريم الأول ستحتضنه مدينة الدارالبيضاء من خلال مهرجان الحال الذي تشرف على تنطيمه المجموعة الشابة الصاعدة مجموعة أحفاد الغيوان ، حيث اختارت هذه المجموعة أن تحتفي في الدورة الثالثة لهذا المهرجان التي ستمتد من 25 أكتوبر الى 27 منه بالفنان الكبير احميدة الباهري ، رئيس مجموعة بنات الغيوان وأحد المؤسسين للمجموعة الخالدة لمشاهب بمعية الأستاذ المرحوم البختي وفارس العزف الفنان المرحوم الشريف لمراني والفنانة الرائعة سعيدة بيروك ، الى جانب بطبيعة الحال الفنان الرائد سي محمد الباهري ، الأخ الأكبر لحميدة ، الذي سيؤسس معه فيما بعد مجموعة الجواد وهي المجموعة التي كانت لها حضوة خاصة في قلب عراب الظاهرة الغيوانية وواضع ركائز تأسيسها ومسارها ، المرحوم بوجميع الذي أطلق اسم الجواد على مجموعة الاخوة الباهري ، قبل أن يدخلا غمار تجربة جديدة بفكرة مغايرة وفريدة وهي خلق مجموعة نسوية تتغنى بالأغنية الغيوانية ويتعلق الأمر بمجموعة بنات الغيوان …سررت لأن التكريم منظم من طرف مجموعة شابة أثبتت أن الوفاء خطا أساسيا في نهج أدائها لكن لا يطول الاستغراب إذا علمنا أن الأب الروحي لهذه المجموعة هو الشاعر والزجال الراقي الأستاذ عبدالرحيم باطما
التكريم الثاني ستحتضنه مدينة الفنون والنخيل مراكش خلال الدورة الثامنة للمهرجان الغيواي ، وهو بالمناسبة أول مهرجان للأغنية الغيوانية أحدث على صعيد التراب الوطني ، حيث كان بمتابة منار ة لمهرجانات أخرى مماثلة في مختلف المدن المغربية ، وهي المهرجانات التي يزداد إشعاعها يوما عن يوم، اختار منظمو الدورة التي ستمتد من فاتح نونبر الى غاية الخامس منه، أن يحتفوا هذه المرة بسيدة الفن المجموعاتي ويتعلق الأمر بوردة المجموعة الخالدة جيل جيلالة ، الفنانة القديرة سكينة الصفدي ، أول امرأة تتجرأ وتدخل بحر الغيوان في عالم دكوري محض ، وفي وقت كانت المرأة المغربية تعيش تحت “الوصاية” ،وكان يصعب عليها حتى الغناء في المنزل فما بالك أن تطاول الرجال في أغنية احتجاجية في زمن الرصاص ، وفي وقت كانت فيه حتى نية الاستنكار تهمة ، في مسار ها الفني أثبتت سكينة أنها ند عنيد ، وانها طاقة فنية من نوع خاص ، رغم الإكراهات والصعوبات…
المصادفة الطريفة في التكريمين كون الظاهرة الغيوانية انطلقت بفنانين من مدينتي مراكش والدارالبيضاء ، وهانحن خلال الحفلين نكرم الطرفين وبمفارقة جميلة ، كون سكينة الصفدي هي بيضاوية قحة سيتم تكريمها في مراكش ، والباهري احميدا هو من أبناء مراكش المتأصلين سيتم تكريمه بالدارالبيضاء
المصادفة أيضا ان سكينة واحميدة اشتغلا معا في مجموعة الجواد ، حيث سجلت مع هذه الفرقة التي كانت تضم أيضا الفنان اللوز شفاه الله ، شريطا غنا ئيا مازال متوفرا الى الآن
المصادفة الأخرى التي يمكن تسجيلها هو أن الفنانين، عانيا من التهميش والإقصاء من لدن المؤسسات الثقافية وقنوات الصرف الصحي ،لتاتي هذه المبادرة الجميلة من مراكش والدارالبيضاء لتعيدا لهما بعضا من الدفء في وقت الخريف هذا ..لكن تبقى المصادفة العجيبة ،هي كون المهرجانين واجها صعوبات فيما يخص الدعم ، فالمهرجان الغيواني بمراكش أجل عن موعده الى هذا التاريخ بسبب تنصل بعض المؤسسات من التزاماتها اتجاهه ،رغم النجاحات التي حققها في الدورات الماضية وتبقى الجماهير الغفيرة التي تحضر فقراته أكبر شاهد على هذا النجاح وأعتقد بان النجاحات التي بلغتها المهرجانات الغيوانية في كل المدن المغربية لا تبلغها بعض المهرجانات رغم الوسائل الموفرة لها .. نفس الصعوبات واجهها مهرجان الحال بالدارالبيضاء حيث كان الشابان محسن وياسين المشرفان على التظاهرة أمام سبورة من اللاءات قبل أن ينقشع بصيص أمل من لدن بعض المجالس المنتخبة