أطروحة الدكتور عبد الخالق كلاب :”مراكش وأحوازها من ق 7 هـ/13 م إلى ق 10 هـ/16 م التاريخ المنسي” التي صدرت حديثا عن مؤسسة آفاق، تعرض لفترة عصيبة من تاريخ مدينة مراكش، هي فترة تحولها من عاصمة إمبراطورية ممتدة في الشمال والشرق والجنوب، إلى مجرد إقليم مهمل ومنسي تتنازعه الفتن والصراعات السياسية والقبلية، ويعم عمرانه الخراب وتتناهب بحائره وأحوازه القبائل
هذا المشهد القاتم لمدينة مراكش في هذه المرحلة من تاريخها، سبق أن لفت انتباه ابن بطوطة لما صعد صومعة جامع الكتبية، فظهر له كما يصف :”جميع البلد منها وقد استولى عليها الخراب”، كما لفت نظر ابن الخطيب أيضا حينما زار المدينة فقال قولته البليغة. “وخرابها موحش هائل(…) وعدوها ينتهب في الفتن أقواتها”
لقد تصدى صاحب هذه الأطروحة لمرحلة من تاريخ مراكش لم تحظ بتأليف أو توثيق ذي شأن، فأغلب ما هو متوفر عبارة عن إشارات توزعت على مصادر ومضان متباينة. بحيث لم يكن من السهل تركيب صورة لتاريخ مراكش وعمرانها آنذاك، وهي مهمة يبدو أن الدكتورة زوليخة بنرمضان التي أشرفت على هذا العمل أطروحة، وقدمت له كتابا، قد رسمت معالم الطـريق أمام الدكتور كلاب حينما قالت:”إن فهم واستيعاب الميكانيزمات المتحكمة في التحولات الاجتماعية والمجالية لمراكش وأحوازها خلال العصـر الوسيط وبداية الحديث، لا يستقيم بالتركيز على المحطات المشرقة والقفز على الأخرى الحالكة…”
هنا يكمن جديد هذا الكتاب وجدته، وهو لذلك يستحق أن يشكل إضافة نوعية للمكتبة التاريخية المغربية، ولمكتبة مدينة مراكش على وجه الخصوص
أقرأ التالي
22 أكتوبر، 2024
قصة وفاء للسينما والوفاء بالسينما: قصة فيلم يعلمنا درس الوفاء والوطنية والسينما
8 أغسطس، 2024
مركز المؤتمرات الصحفية للدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، ببغداد، في كتاب
10 يوليو، 2024
نجاح رهانات المسرح والجنون بعقلانية الإبداع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء
زر الذهاب إلى الأعلى