عند منتصف النهار يبدأ الإرسال، آيات بيّنات من الدكر الحكيم، منبت الأحرار مشرق الأنوار، الله الوطن الملك ثم الأخبار، المذيع أنيق بنظارته ونظراته، أحوال الطقس تشغل بال الفلّاحين، الأم في المطبخ وعدنا من المدرسة، موعد الرسوم والألوان والخيال، تركنا كراسة الحساب وأبهرتنا المصارعة، كم ضحكنا وإرتاحت أعصابنا المتوترة، رائحة الخبز وإستعداد للغداء، سوف نشاهد المسلسل المكسيكي، وترغي الفتاة في سرد الوقائع، تزوج ألفريدو فتاة أحلامه العرجاء، ومات الحاسد رودريغو وإنتحرت لويزة، إنّ هذا الصندوق في ركن الغرفة مثير، وعدنا بعد الزوال إلى مقاعدنا في الفصول، يرهبنا أستاذ قبيح الخلقة والخلق، تعاقبنا المعلمة الشمطاء بغيا وعدوانا، وتطول الدقائق والساعات ونحلم بالبطل المطلق، تامر المصور الصحفي الكسول، العملاق الذي يقاتل الخصوم في الكون الفسيح، لا يعضه العضاض ولا يغلبه الجمع الغفير، رنّت أجراس المدارس وهيّا بنا نستلقي، نشرب الشاي ساخنا والخبز وزيت الزيتون، ثم على الشاشة تكمن أحلامنا البريئة، إن النمر المقنّع صديقنا العظيم، لقد فاز مرة أخرى وعلينا الخروج إلى دروبنا، في طيش الصبيان نحاول المصارعة، ليتنا كبرنا وصرنا أبطال…ليلة الجمعة نشاهد شريطا شيّقا، عادل إمام والقفشات وفاتن حمام، رحم الله المفتي والركن الشهير، ننام دائما قبل نهاية الأحداث، كنّا صغارا لا نطيق السهر، كانت تكفينا معارك النمر المقنّع ومعاركنا في ساحات المدرسة…