فوزي بوزيان
ناقش مولاي اسماعيل العلوي الديمقراطية كمفهوم مركزي، ارتباطا بمفاهيم أخرى محورية كالدولة والشعب والتمثيلية والتشاركية… متسائلا عن مدى دقة استعمالاتها ودلالتها الاصطلاحية واللغوية،
مفككا مفاهيم اخرى في درس افتتاحي من تنظيم ماستري المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية، والقانون العام المعمق الذي مهد له نجيب الحجيوي عميد الكلية ومنسق ماستر القانون العام المعمق بكلمة شكر من خلالها حضور مولاي اسماعيل العلوي كشخصية وطنية واكاديمية بالرغم من تعبه بعد المعافاة من وعكة صحية، ومنوها بالمنظمين الذين دأبوا على تنظيم لقاءات علمية بحثية بالانفتاح على الكفاءات والخبرات الوطنية والدولية، مشيدا بالاستاذة حنان بنقاسم رئيسة المرصد المغربي للدراسات والابحاث في المجتمع المدني، ومنسقة ماستر المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية بمعية الفريق البيداخوجي والطلبة، على الدينامية والحضور العلمي، واشرافها على تنظيم هذا النشاط العلمي الهام، من جهتها الاستاذة بنقاسم ابرزت دواعي اختيار رجل سياسي مخضرم عايش اجيال صنعت مجد المغرب، مؤكدة على ما يزخر به المحاضر كرجل سياسة وخبير أكاديمي ورئيس للجنة الحوار الوطني الاولى حول المجتمع المدني ولما راكمه من زخم فكري وعلمي وتجارب وخبرات ذات افادة للباحثين اساتذة وطلبة مستقاة من التجربة والخبرة.
مولاي اسماعيل العلوي الوزير السابق اسهب في تفكيك مفاهيمي للديمقراطية واصطداماتها بحسب تعبيره مع مفاهيم أخرى تحمل دلالات أخرى كالارستقراطية “حكم الخاصة” والالغارشية “حكم فئة قليلة”، مبرزا أن الديمقراطية كمفهوم مركزي مرتبط بمفاهيم أخرى اختلف اللسان العربي في ترجمتها من أصولها اللاتينية: كالدولة، والشعب.. موضحا أن الديمقراطية نفسها عرفت تحولات تاريخية، من ديمقراطية مباشرة التي كانت تعني خاصة سكان مدينة أثينا الاصليين، دون انفتاح أو ادماج للسكان الوافدين، ثم ديمقراطية تمثيلية وتباينات آلياتها واشتراطاتها من بلد لآخر، وذكر على سبيل المثال الانتخابات الرئاسية الامريكية، التي لا تحسمها اصوات العامة بل “أصوات ذات امتياز خاص”،
وارتباطا بالمفهوم الجديد “الديمقراطية التشاركية” اعتبر المحاضر أن الدلالة اللغوية والاصطلاحية للتشاركية غير دقيقة لأنها تعني وجود طرفين غير متمتعين بنفس موقع وقوة اتخاذ القرار واعداده وتنفيذه…، مفضلا تعابير أخرى أكثر دقة منها “ديمقراطية المشاركة” أو الى المشاركة ” أوالديمقراطية “المجلسية”..
وارتباطا بالمجتمع المدني واصل المحاضر تفكيك المفاهيم وربطها بأصولها التاريخية من روادها، كل من منطلقاته الفلسفية والفكرية أولهم أرسطو ثم ماركس وغرامشي… بالاضافة الى مفكرين عرب أبرزهم الفرابي…
وعن التجربة المغربية ذكر امثلة من الممارسة المدنية من قبيل “التويزة” “التناوب على الري” ” تنظيم الرعي”…
وارتباطا بالشق القانوني أوضح الامين العام السابق لحزب “المرحوم علي يعتة التقدم والاشتراكية” أن المشرع قيد من مهام وأدوار الفاعل الجمعوي لاسيما بالنسبة لتقديم العرائض والمقترحات التشريعية، مسجلا ضعف هذا النوع من المشاركة، لتعقد مساطرها، بالرغم من سقف دسترتها المهم. وأمام هذه الصعوبات يضطر كثير من الفعاليات الجمعوية الى الاستعانة ببعض المنتخبين لاسيما بالبرلمان لتمرير مقترحاتهم.
وفي ختام الدرس الافتتاحي دعا الى تجويد الفعل الجمعوي، وتأطيره بالتكوين والدعم والمتابعة وبالبرامج الفاعلة، معتبرا أن تزايد عدد الجمعيات التي وصل رقمها الى ما يقارب 140 ألف منظمة جمعوية بزيادة تقدر بنسبة 10 في المائة سنويا، لا تعكس انتظارات المجتمع المغربي، مبرزا أن كفاءات بشرية هائلة تحتاج الى الابراز ببرامج متنوعة، كمثال محاربة الامية لا سيما بالعالم القروي..
مبرزا كمثال ما وصلته طفلة مارست الرعي في بداية نشأتها طفلة من منصب وزيرة، لما اتيحت لها افضل الظروف للتعلم والنشأة..
واختتم الدرس الافتتاحي بتقديم هدايا للاستاذ مولاي اسماعيل العلوي عبارة عن بروتريه “لوحة فنية” رسمها الفنان المصطفى هنتار، بالاضافة الى تقديم أطروحة دكتوراه للاستاذ عبد الرحمان الماضي موضوعها الديمقراطية التشاركية، مع تتويج الفوج الثاني من خريجي ماستر المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية، وماستر القانون العام المعمق، الذي اطلق عليهم المنظمون اسم “فوج مولاي اسماعيل العلوي”
وفي مبادرة طلابية تم تكريم الاستاذ نجيب الحجيوي عميد الكلية منسق ماستر القانون العام المعمق، والاستاذة حنان بنقاسم منسقة ماستر المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية ورئيسة المرصد المغربي للابحاث والدراسات حول المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية، عربون تقدير على مجهودات الفريق البيداغوجي المشرف على التأطير والتكوين وانفتاحهم على خبراء وكفاءات وطنية ودولية لاستقاء المعرفة من أصولها.