حفيظ بلمعلم
كنت أعيش في ايطاليا يومها وكنت في بيت أحد أصدقائي الذي كان يغني في أحد مطاعم مدينة طورينو، وعرض علي يوما أن أغني أنا كذلك في ذلك المطعم ،وقال لي ستفرح بك الجالية لأنك تعزف وتغني نمط المجموعات حتى الأمازيغية وبعد إلحاحه المستمر حكيت له قصة عن العربي باطما فاقتنع قلت له هل تعلم اخي أني لما كنت في الكواليس مع ناس الغيوان كنت ألاحظ أشياء لايراها العامة منذ كان عمري 18 سنة قلت له هل تتصور أن العربي باطما الذي كان قدوة بالنسبة لي وباقي الشباب كان أحيانا يعتصر من الألم في الكواليس لا يكلم أحيانا أحد، والحزن بادي عليه لايأكل ولا يشرب في الكواليس، وينتظر أداء فقرته من الغناء وهو يحمل تلك الكتلة من الأحزان معه فوق الخشبة دون أن تظهرقلت له إنها معانات فنان حقيقي بدون مكياج، وكان يركن سيارته في مكان لايعرفه احد وفي نهاية السهرة يضع أحيانا (قب معطفه )على رأسه ويختفي دون ان ينتبه احد فوقتها كان شبه مستحيل أن يتركه الجمهور أن ينصرف وكان له جمهور من الطبقات الشعبيةالمسحوقة وهل تظن عزيزي أن هناك قوة تستطيع ان تنقده آنذاكوقلت لصديقي كنت اتصور ان العربي باطما أسعد مخلوق في الدنيا، إلا اني مارأيت عكس ما تصورت ولهذا طلقت الغناء وأنا في البداية.وأثناء سماعنا لألبوم الشاب خالد المطروح وقتها (ديدي) لما نصل اغنية (mauvais sang ) نعيدها اغنيتي المفضلة لحن حزين كلمات حزينة أداء رائع لن أخفي عنكم اني من عشاق الشاب خالد احس انه عضو من ناس الغيوان أوالمشاهب او ازنزارنوالغريب سمعته يوما تحدت عن ناس الغيوان وقال كنت اقلدهم منذ ظهورهم وكانت لي مجموعة نفس الشكل وقال في ذلك الحوار أنه وقتها في الجزائر، كلها لن تغني في مناسبة أو عرس دون أن يطلب منك الحضور أغاني الغيوان.وفي أحد الايام كنت عند رشيد باطما في البيضاء وكنت أحيانا أقضي معه يوم أو يومين فكان يحبني واحبه رغم اختلافنا أحيانا في مسائل فنية فذلك لم يؤثر على صداقتنا يوما فكان صدره رحب .وأثناء تجوالنا ليلا بالسيارة حكى لي عن سهرة قرطاج بتونس سنة 1985 لما عوض أخو العربي باطما والصورة التي ترونها توثق الحدث قال لي رشيد أن الشاب خالد كلك سيغني في نفس الحفل وجاء الشاب خالد عند رشيد وعاتبه وقال له كنت أودأن أراك لما زرت العربي في منزله بالبيضاء وانتظرتك كثيرا لأراك ولم يحصل ذلك فانصرفت ، فالذي لا يعلمه بعض الناس أن خالد كان يعشق العربي باطما
فخالد فنان كبير ويعرف جيدا الفنان الأصيل، وستقع صدفة أكثر مما حكيت في سنة1997وصلت ناس الغيوان هولندا وكانت في جولة بأعضائها الجدد الذي سيحين الوقت لأحكي عنها، وكانوا سيغنون مع الشاب خالد في نفس الحفل ، إلا أن خبر وفاة العربي باطما وصلت الحفل فهرول الشاب خالد تجاه رشيد باطما ليعزيه وقال لي رشيد بعد عناقنا انخرطنا في البكاء ونحن متعانقينولما انتهى رشيد من الحكاية قلت له انها أغنيةmauvais sang ) التي تقول كلماتها ولي عنده شي محنة يصبر لعذابها يا ليل ياها ليلفعلا انها محنة الفراق شكرا الشاب خالد فانت صديق كل المغاربة تفرح معهم وتبكي معهم
إهداء للشاب الغيواني أمين العمراني المنحدر من مدينة سطات والذي يعيش حاليا في ألمانيا ( ميونخ )