عزالدين زهير
عرفت مدينة المحمدية يومي 16 و17 أكتوبر 2021، تنظيم دورة تكوينية لفائدة عدد من ممارسات وممارسي مهنة التوثيق العدلي في موضوع: “العقود المبرمة في إطار قانون الأسرة”، الذي يندرج ضمن برنامج: “عدول من أجل النهوض بحقوق النساء”، الذي أطلقته جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بشراكة مع الجمعية المغربية للعدول الشباب، والذي ينبع من قناعة راسخة لدى الجمعية بضرورة انخراط الجميع في أي مشروع يصبو إلى النهوض بحقوق النساء وإلى تحسين أوضاعهن، و بأهمية تعزيز ثقافة حقوق النساء وتعميمها في صفوف جميع الجهات المتدخلة.
وقد اختارت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة أن يشكل العدل نساءا ورجالا هدفا لهذا البرنامج نظرا لأهمية هذه المهنة، باعتبارها محورا أساسيا في المنظومة القضائية، ولكونها من المهن القانونية والقضائية التي تزاول في إطار مساعدي القضاء، ولأن هذه الفئة تشتغل على تماس مباشر بالمواطنات والمواطنين ومعنية رئيسية بحماية حقوق النساء وصون مصالحهن.
وقد لاقت الدورة نجاحا استثنائيا عبر على إثره جميع المشاركات و المشاركين عن سعادتهن/هم بإتاحة الفرصة لهن/لهم بالمشاركة وتبادل الخبرات مع أطر الجمعية.
وتجدر الإشارة إلى أن المادة 49 الخاصة بالذمة المالية المشتركة و توزيع الممتلكات المكتسبة أثناء فترة الزواج حظيت بنقاش مهم من لدن الجميع في هذه الدورة اللاتي/الذين كشفن/وا عن مجموعة من الإشكالات العملية التي تحول دون تطبيق مقتضيات هذه المادة ناهيك عن الاختلافات المناطقية في التعاطي معها بسبب غياب القوانين تنظيمية موحدة تؤطرها، كما استأثرت كذلك المواد 14، 15 و16 المتعلقة بزواج المغاربة بالخارج والمشاكل المرتبطة بتطبيقها بحيز هام من انشغالات الدورة، وقد تمخضت عن هذه النقاشات توصيات هامة للغاية، سوف تعمل جمعية التحدي للمساواة والمواطنة على تضمينها في مذكراتها وملفاتها المطلبية.
كما أماطت الدورة التكوينية اللثام عن مختلف الصعوبات التي يواجهها السيدات و السادة العدول أثناء مزاولة مهامهم و كذا ضرورة اضطلاعهم بالدور الطلائعي للوساطة الأسرية الشيء الذي يؤهلهم لتوضيح كل ما يخص قانون الأسرة للمواطنات والمواطنين المقبلات/ين على الزواج والعقود المبرمة الاخرى.
ختاما ينبغي التنويه إلى الحضور الوازن، كما وكيفا، للنساء العدول لهذه الدورة التكوينية، والتي أبين إلا أن يحملن معهن معاناتهن وما يكابدنه من تضييق في ممارسة مهنة ظلت لوقت طويل جدا، حكرا على الرجال، ويبدو أن العقليات المحافظة لم تستسغ بعد هذا التواجد، لتكثف جهودها في مقاومته رغم الكفاءة العالية والمستوى الدراسي والمعرفي المتقدم الذي تتوفر عليه هؤلاء النسوة ..