الجزائر تحشر نفسها مع الكيان الصهيوني كداعمين وحيدين للانفصال على مستوى العالم
dade24 | ضاد 24
#محمد_الطالبي
يشهد العالم فورة في المواقف الرافضة للانفصال وتشددا في الحرص على سلامة الدول واستقرار الخارطة الدولية، إذ سواء على مستوى الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية والقارية تتسارع المواقف الحازمة، ففي قضية أكراد العراق المشتتين بين إيران وسوريا وتركيا حض الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، سلطات إقليم كردستان العراق على إلغاء الاستفتاء الذي تعتزم تنظيمه بشأن الانفصال أواخر الشهر الجاري، محذرا من أنه سيصرف الانتباه «عن الحاجة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية» وإعادة بناء المناطق التي استعيدت من أيدي مسلحيه وعودة النازحين إليها، وشدد غويتريش على أنه «يحترم سيادة وسلامة ووحدة أراضي العراق، ويرى ضرورة حل كل القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عبر حوار منظم وتسوية بناءة».
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دو جاريك، في بيان إن «الأمين العام يدعو كل الزعماء في العراق إلى التطرق إلى هذه المسألة بصبر وبضبط نفس». وكانت الولايات المتحدة الأمريكية دعت الجمعة إلى إلغاء الاستفتاء، وهو ما دعت إليه أيضا تركيا المجاورة للعراق التي تخشى من أن يتحول إلى مصدر نزاع جديد في المنطقة. وتخشى تركيا من قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية ومن أثر ذلك على الانفصاليين الأكراد في مناطقها الجنوبية الشرقية، وقالت إيران إن إجراء الاستفتاء سيعني إغلاق كل المعابر الحدودية وإلغاء الترتيبات الأمنية مع سلطات إقليم كردستان العراق.
ومن الأكراد إلى العمق الأوروبي حيث يسابق الانفصاليون الكاتالان الزمن من أجل فصل الإقليم عن الجارة الشمالية للمغرب اسبانيا، التي واجهت بقوة المخطط إلى حد جعل جيشها في حالة استنفار واعتقال عشرات المسؤولين، ورفضت الاستفتاء مدعومة بالاتحاد الأوروبي الذي نفت مفوضيته بوضوح أن يكون رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر سيعترف بنتائج الاستفتاء على استقلال كاتالونيا في 1 أكتوبر، وشددت المفوضية الأوروبية على أن الاعتراف سيستند إلى الصبغة القانونية، وأن يحظى بدعم البرلمان الإسباني و المحكمة الدستورية الإسبانية، وهي شروط تجعل من المستحيل القبول بالانفصال. وقال النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس“إذا ما برزت حقائق جديدة في إطار هذا الدستور لدى الدول الأعضاء، فإن تلك الحقائق الجديدة ستكون واقعا بالنسبة للاتحاد الأوروبي وسوف نتصرف على ضوء ما برز من حقائق جديدة».
في حديثه الحصري ل»أورونيوز» أوضح رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أنه سيأخذ في الاعتبار “الأحكام الصادرة عن المحكمة الدستورية والبرلمان الإسبانيين لاتخاذ قرار حول استقلال كاتالونيا الذي سيجرى في شأنه استفتاء» بما يعني أن القرار النهائي يعود للدولة المركزية الإسبانية.
وفي إطار الصراع في الشرق ترفض حتى التي كانت سببا في العديد من مآسي المنطقة التفريط في وحدة دول مثل سوريا واليمن والعراق التي تعيش أعتى حروب القرن وأشدها ضراوة مما يعني توجها دوليا في هدا المنحى أي الحفاظ على كيانات الدول رغم الاختلاف حول الأنظمة القائمة، لكن وفي خضم المواقف الدولية نجد أن النظام الجزائري الجار الشرقي للمغرب مازال يعاكس وحدة التراب الوطني للمغرب، ويدعم جبهة الانفصال البوليساريو ويصرف لأجل دلك ملايير الدولارات من عرق الشعب الجزائري وعكس توجهات ثورة المليون شهيد التي اختلط فيها الدم بالدم والسلاح بالسلاح، مغاربيا، حيث لم تكن لا جبهة ولا انفصال بل وحدة مغاربية وشمت في مؤتمر طنجة التاريخي من أجل، للأسف، وليس المقصود الشعب الجزائري، بل من يتنفذون في البلد الجار، فموقفهم لا يشبهه اليوم – مع وجود الفارق بطبيعة الحال لفائدة إخوتنا في المشترك والجغرافيا- إلا موقف الكيان الإسرائيلي الذي يدعم وحده اليوم فصل الأكراد عن وطنهم، حيث أعلن رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،عن دعمه للاستفتاء المرتقب في كردستان العراق، ونقل موقع إخباري إسرائيلي «واللا»، مساء الثلاثاء، عن نتنياهو أنه «يدعم الجهود التي يبذلها الأكراد لنيل استقلالهم».. وادّعى رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه «في الوقت الذي تعارض فيه إسرائيل الإرهاب في أي مكان، فإنها تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي للحصول على دولة خاصة به.».، بل كان سباقا لدعمه وتبنيه وتابع العالم كيف نشرت وكالات الأنباء الإسرائيلية في الإعلام المظاهرات التي عرفها الإقليم، لكن ليس مستغربا أن يسعى الكيان الصهيوني إلى ضرب وحدة كل بلد عربي، لأنه أصلا ولد لضرب الوحدة العربية قوميا وقطريا، لكن جارنا الشرقي المليء بالتناقضات وبمناطق جغرافيا تهدد بضرب وحدته في كل مرة وكانت هناك انتفاضات لم يسجل أن المغرب دعمها أو تبناها بل لم يتحدث عنها حتى الإعلام الرسمي المغربي.
بعد سقوط جدار برلين ومعه انهيار الاتحاد السوفياتي، تغيرت المواقف والنظرة للأيام والواقع ، فحتى روسيا وريثة المجد السوفياتي تسعى إليه وبقوة السلاح حتى لاستعادة أمجاد إمبراطورية انهارت تحت غطاء» البيريسترويكا» ، بل إن الحزب الشيوعي الروسي الذي مازال يحظى بتواجد مهم في البلاد وفي قلب العاصمة موسكو، كشف مرة لوفد من الشبيبة الاتحادية كنت ضمن الحاضرين فيه برفقة عدد من المناضلين ضمنهم الأخ جواد شفيق عضو المكتب السياسي في اجتماع بجنوب إفريقيا بأن الحزب الشيوعي يتفق مع بوتين وحزبه في رفض التقسيم وعدم دعم أي حركة انفصالية في أي مكان من العالم، لأن البلاد كانت ضحية مخطط امبريالي أدى لتقسيمها.
وإذا كان هذا موقف ورثة الاتحاد السوفياتي فبأي مرجعية تتذرع الجزائر من أجل الإصرار على دعم تقسيم المغرب وفصله عن صحرائه مع أن الواقع يؤكد بأنها فقط أحلام اليقظة لدى الجيران.