Site icon Dade24 – ضاد 24

وحيد مبارك : الاتحاد الاشتراكي تعامل بمسؤولية ونبّه منذ البداية إلى خطر الجائحة الوبائية وتداعياتها وانخرط في كل المبادرات لحماية الوطن والمواطنين

عزالدين زهير

تخليدا للذكرى 55 لاختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة، وتلبية لنداء الوفاء الذي وجّهه الكاتب الأول للحزب الأستاذ ادريس لشكر، نظمت الشبيبة الاتحادية بفرع الفداء مساء الخميس 29 أكتوبر 2020، لقاء تقديميا للدليل التوعوي والتحسيسي الذي أعدته بخصوص فيروس كوفيد 19، استضافت لتأطيره وحيد مبارك عضو المجلس الوطني والكتابة الجهوية للحزب والصحافي المختص في الشأن الصحي، إلى جانب تقديم مداخلة عن بعد للدكتور مصدق مرابط، وهو اللقاء الذي عرف مشاركة مجموعة من الشباب في احترام لشروط التباعد الجسدي واستعمال الكمامات كإجراء احترازي وباقي التدابير الوقائية.

وافتتح اللقاء كاتب فرع شبيبة الفداء محمد كرويط، الذي أكد على انخراط الشبيبة في محاربة الجائحة والتوعية بمخاطرها وبسبل الوقاية منها، انسجاما ودعوة الكاتب الأول للحزب، مبرزا أنه تم إعداد دليل سيتم توزيعه على أرباب المحلات التجارية المختلفة من أجل المساهمة في التحسيس.

بعد ذلك تناول الكلمة وحيد مبارك، الذي أكد على أهمية اللقاء ودقته، خاصة وأنه يتزامن مع مستويين اثنين، الأول يتمثل في فقدان الوطن لمجموعة من الأطر والنخب والكفاءات في مجالات الصحة والتعليم العالي والقضاء وغيرها من القطاعات، التي راكمت تجارب وتربت وتكونت على أيديها أجيال، والتي يعد فقدانها خسارة كبيرة، ضمنهم مجموعة من المناضلين الاتحاديين، والثاني يتعلق بتخليد يوم الوفاء وذكرى اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة، ودعا الحاضرين لقراءة الفاتحة ترحما على روحه وعلى أرواح شهداء الحركة الوطنية وكذا ضحايا الفيروس.

وأوضح وحيد مبارك أن الحزب بذل مجهودات كثيرة من مختلف المواقع للتنبيه إلى خطورة الجائحة الوبائية وتداعياتها المتعددة المستويات منذ البداية، مشيدا بما قدمه حزب القوات الشعبية من أرضيات ومساهمات لمواجهة الفيروس وتبعاته، الذي رفع شعارا بالغ الدلالات والأهمية المتمثل في “ملتفون حول وطننا لمواجهة الجائحة”. واستعرض المتحدث جملة من الأزمات الصحية التي مرت منها البلاد سابقا كأنفلونزا الخنازير وزيكا وإيبولا، مشددا على أنه لم يتم استخلاص العبر منها ولم يتم الاستعداد جديا لجائحات أخرى، علما بأن الفيروسات تتطور والجائحات الوبائية ستعرف انتشارا أوسع وفقا للدراسات العلمية، ورغم ذلك لم يتم إعداد أسرّة الإنعاش بالشكل المطلوب ولم يتم الرفع من الموارد البشرية ولا تجهيز البنيات التحتية الصحية بشكل عام، مؤكدا على أن القطاع الصحي العمومي يجب أن يكون قاطرة للصحة في بلادنا بما يسمح بتمكين المواطنين من هذا الحق الدستوري وفسح المجال للمعوزين والفئات الهشة للعلاج بشكل متكافئ وعادل في المستشفيات العمومية.

وأكد وحيد مبارك على أن الحكومة تعاطت مع الجائحة بكثير من الاستخفاف والاستهانة، وهو ما أكدته عدد من التناقضات الكبيرة في تدبيرها منذ البداية، مبرزا أنه لولا التدابير الاستباقية التي دعا إلى اعتمادها الملك لكانت الحصيلة أشدّ قسوة صحيا واقتصاديا، مشددا على أن التهاون والتراخي ساد سلوك المواطنين بعد أشهر من الحجر الصحي التي تم تضييعها، وبأن عددا من التصرفات التي يلاحظها الجميع هي نتاج للتنشئة والسياسات العمومية التي تم اعتمادها على امتداد كل السنوات الفارطة، وساهم في ذلك غياب سياسة تواصلية مسؤولة وفعالة وناجعة، مما أدى إلى تسجيل المنحى التصاعدي الخطير للجائحة ما بعد رفع الجائحة، إذ شارف عدد الحالات الخطيرة في الإنعاش اليوم على 800 حالة، ووصل المعدل اليومي لها إلى ما بين 80 و حتى 100 حالة، علما بأن هذه المصالح في الدارالبيضاء تجاوزت نسبة الملء فيها 55 في المائة، في حين أصبحت العديد من المستشفيات تفتقد للبذلات الخاصة والأدوية وبلغت مستويات قياسية في استهلاك الأوكسجين وتضررت المعدات التقنية كأجهزة تخطيط القلب وتراجع مخزون المعدات المخبرية وغيرها بسبب الضغط الكثيف عليها، إضافة إلى إصابة الموارد البشرية التي تعاني في الأصل من الخصاص، إلى جانب انقطاع الأدوية في الصيدليات، مما جعل الكثير من المواطنين يعيشون معاناة كبيرة من أجل إجراء الاختبار الذي تتأخر نتيجته، ولا يجدون تكفلا مبكرا، مما يؤدي إلى انتشار العدوى بفعل التنقلات المتعددة، وإلى تطور الوضعية الصحية للمريض لكي تصبح خطيرة فيفارق الكثير الحياة بعد ولوجهم مصالح الإنعاش، مشيرا إلى أن أكثر من 20 في المائة فارقوا الحياة في ابن رشد بعد لحظات من وصولهم، كما أن حوالي 23 في المائة من المرضى كانوا من الشباب، وليس من المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة، وهو ما يؤكد على خطورة الوضع.

ودعا المتحدث إلى تعبئة جماعية من أجل تحسيس وتوعية المواطنين بكل مواطنة ونضج ومسؤولية وبأن تشمل المؤسسات التعليمية من خلال إشراك كل المتدخلين فيها من جمعيات للآباء وأطر إدارية وتربوية ومتمدرسين في الحرب ضد الجائحة. واستعرض وحيد مبارك عددا من الأرقام والمعطيات الاقتصادية التي نجمت عن الوضعية الوبائية والتي كبدت بلادنا خسائر كبيرة في مجال الشغل والثقل المالي والمديونية مما سيؤثر على نسبة النمو والناتج الداخلي الخام، داعيا إلى ضرورة تعزيز الثقة ومواجهة حملات التشكيك، مؤكدا أن عدم إصابة البعض ليست معيارا، وبأن الحالات التي بدون أعراض تتسبب في نشر العدوى وسط الفئات الهشة التي حين تصاب لا تجد سريرا للإنعاش للعلاج لأنه مملوء وقد يشغله من كان غير مكترث بالتدابير الوقائية ويساهم في نشر الداء بلا وعي.

وشدد وحيد على أنه لا يمكن محاربة الجائحة بمقاربة أمنية صرفة، ولا بالتراخي والتهاون واللامسؤولية، ودعا الأحزاب السياسية والجمعيات إلى تعبئة جماعية للتحسيس والتوعية بمخاطر الفيروس وسبل الوقاية وبمعالجة المشاكل الاجتماعية وتمكين الفئات المعوزة من لقمة العيش، مشددا على أن الوضع إذا ما استمر بنفس الكيفية التي تعرفها الوضعية الوبائية اليوم فإن البلاد ستكون مهددة بضرر أكبر، خاصة وأن دولا لها اقتصادات قوية وأنظمة صحية متطورة أعلنت تضررها وعادت إلى قرار الإغلاق، مبرزا أنه لا بديل اليوم عن الإجراءات الوقائية الفردية والجماعية في انتظار وصول اللقاح الذي يشكل أملا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

بعد ذلك قدم الدكتور مصدق مرابط كلمة عن بعد، نوّه فيها بمبادرة إعداد الدليل وغنى مضمونه، وأهمية التواصل في ظل الوضعية الحالية، مؤكدا على تأثيرات القلق على الصحة العامة، والذي يرتفع تأثيره في مثل هذه الأزمة، في ظل الخوف من الإصابة بالفيروس، حيث تغيرت الحياة اليومية للمواطنين ولم يعودوا يعيشون نفس الحياة وأصبحت الشكوك تتحكم في الأشخاص حول الأمن الصحي والعيش وكيفية تدبير الأزمة، ونصح باعتماد نظام غذائي متوازن ومزاولة النشاط البدني باستمرار وتنظيم النوم.

وبعد الاستماع إلى عدد من المداخلات تم في نهاية اللقاء إشعال الشموع وأخذ صور بمناسبة تخليد ذكرى اغتيال المهدي بنبركة.

Exit mobile version