العربي رياض
في سنة 2013 وفي خطاب أمام نواب الأمة ، أفرد جلالة الملك حيزا مهما لشؤون الدارالبيضاء فشخص وضعها التدبيري معتبرا إياها مدينة الفوارق بامتياز ، ” فهي في نفس الوقت مدينة الأبراج ومدينة دور الصفيح ” ، وخلص خطاب الملك إلى أن هذه المدينة تفتقد للحكامة الجيدة ، وعبر في خظابه بان المغرب يريدها مستقبلا عاصمة للمال والعمال تضاهي باقي عواصم العالم . جلالة الملك لم يكتف بالخطاب بل نزل للعاصمة الاقتصادية وأعلن عن برنامج تنموي لفائدتها لتحقيق الطموح الذي عبر عنه ، وتمت تعبئة موارد مالية جد مهمة فاقت 3300 مليار سنتيم لتعزيز البنى التحتية وإقامة مشاريع تليق بمقام عاصمة المال والأعمال ، جاءت الانتخابات واعطتنا عمدة لم ينجح في تشييد مراحض عمومية حتى ، ولم يتمكن من تحويل المطرح البلدي بمديونة الذي أضحى آفة بيئية واهم ما حققه هو التنازل عن اختصاصات الجماعة لفائدة شركات التنمية المحلية المعطوبة ماليا ، وكل ما نراه من منجزات في المدينة ما هو إلا ثمرة البرنامج التنموي الذي قرره ملك البلاد.
في الانتخابات التي نحن بصددها نجد أن سؤال العنوان الذي بسطنا ملحا للغاية ، لأن المدينة ستدخل غمار المنافسة الدولية بعد الإقلاع الذي عرفته بنيتها التحتية ، ولا يخفى على الأحزاب أن دولا صغيرة في أفريقيا اليوم عرفت إقلاعا إقتصاديا بفضل مدنها وما تتمتع به من حركية على جميع المستويات ، لهذا نرى انه كان على الأحزاب أن تسوق لممثلين لها بإمكانهم قيادة المدينة نحو الطموح الذي رسمته الدولة ، ممثلين يتمتعون بإبداع تدبيري لهم إجابات على الإكراهات التي تئن تحت وطأتها الدارالببيضاء ، لهم قدرة على تسويق المدينة دوليا وجعلها نقطة جذب للاستثمار، ومتقنة في نفس الوقت للدبلوماسة الموازية بل أكثر من هذا لهم إيمان بأن الدول ، تدخل نادي التقدم عبر مدنها كما تفعل دول أوربا وآسيا ، لهذا كان على الأحزاب أن تفرد برامج خاصة للعاصمة الاقتصادية ولباقي المدن التي تتمتع بنظام وحدة المدينة ، وان تكون المبارزة فيما بينها موضوعاتية من خلال هذه البرامج التي من شانها أن تفرز لنا فريقا مدبرا يتمتع بالكفاءة المرجوة ..
من خلال ما يصلنا من أصداء حول اللوائح المقترحة نقرأ أسماء مكررة في التدبير البيضاوي ، بل منها من كان ركنا من أركان أزمتها واصبح الترشح عندها مسألة تقنية بعدما خبرت دهاليز المرور ، ولا تهمها الوسيلة إن كانت ستخلف جيشا ممن دربتهم على السمسرة والاستجداء وعلى المجتمع ان يتحمله ويعيد تاهيله في مجال التربية على المواطنة الحقة ، بعدما يكون الحرايفي الانتخابي قد مر إلى كرسيه المريح المرصع بالامتيازات ، وأيضا هناك ملتحقين بركب الانتخابات ابانوا عن علو كعب في توزيع الطعام وتجييش من يعيشون ظروفا صعبة ، واظهروا كفاءة عالية في عالم ” التشنضيل “… لكن وحتى نكون موضوعيين هناك أيضا أسماء تحضى بالتقدير ونقاؤها يسبقها لكنها قلة قليلة وأظن ان حظوظها أمام “فتوات” شوارع الانتخابات التي لا قبل لها ببرامج علمية وواقعية تبقى محدودة ، أيضا هناك احزاب لم تجرب على قمة هرم السلم التدبيري للعاصمة الاقتصادية ولم تأخذ فرصتها في تسيير المدينة ومن المحقق ان هذه الأحزاب كانت لها بصمتها في مدن وقرى وحتى في بعض أحياء الدارالبيضاء أيام العمل بنظام التجارب الجماعية ، فهل ستسمح لها آلة ” الفتونة ” بالمرور .