- أحمد طنيش
توصلنا كإعلاميين عبر الوطن العربي، بتغطية صحفية من طرف مسؤول المؤتمرات الصحفية بمهرجان المسرح العربي ببغداد، الدكتور بشار عليوي، عن أجواء تقديم واحتفاء بمكرمي الدورة 14، لمهرجان المسرح العربي، صباحَ يوم الاثنين 8 يناير 2024 بقاعة بغداد، مقر دائرة السينما المسرح، وذلك قبل حفل الافتتاح يوم الأربعاء 10 يناير 2024، هذا اللقاء الذي شاركَ فيهِ الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين ومدير عام دائرة السينما والمسرح مُنسق عام المهرجان والدكتور يوسف عايدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح وحضرهُ الفنانون المُكرمون، إلى جانب الفنانين والإعلاميين والضيوف عامة من الوسط الفني وغيره.
من خلال اطلاعي على خبر التكريم وعدد المكرمين، قبلا، ومن خلال اطلاعي على التغطية الصحفية التي توصلنا بها والتسجيل للحظة الاحتفاء، أجد نفسي مجبرا بقناعة واعتزاز، أن أقدم التحية للرجل الذي يؤكد أنه نقيب بالفعل والقول والعمل ومن الأكيد قد ترافع ليصل عدد المكرمين إلى 23 مبدعا وفنانا مسرحيا عراقيا، وأن يصل عدد أيام المهرجان إلى 9 أيام، وهو رهان غير سهل، لأن الرجل يفكر في أثر المهرجان في الوسط المسرحي العراقي حين المهرجان والأهم بعد المهرجان؛ إذ أن مهمة الدكتور جبار جودي كمنسق عام للمهرجان مرحلية وصفته النقابية مستمرة بل أن صفته كمسرحي وعراقي دائمة، وعليه فهو ملزم بأخلاقيات محدد، وعلى رأسها احترام الرواد والمجايلات الفنية وعدم إغضاب أو قلق فاعل مسرحي ما.. لذا من الطبيعي أن يعبر نقيب المسرحيين العراقيين د.جبار جودي في هذا اللقاء التقديمي الاحتفائي عن سرورهِ كمسرحي أولاً وكنقابي ثانياً وكإداري ثالثاً بأن يُكرم 23 فنانا مسرحيا وفنانة مسرحية ضمن كوكبة من نجوم المسرح العراقي اذ لم يسبق أن كُرموا سابقاً وأن وأن يتم إنصاف مسيرتهم الفنية المتميزة على صعيد التمثيل والاخراج والبحث المسرحي في بغداد وباقي مدننا العراقية بالإضافة الى المهجر وأضاف د. جبار جودي: إن من دواعي سروري أنني قد أسهمتُ في إنصاف من لَم يُسعفهم الحظ في الانصاف، لدينا قامات مسرحية متميزة ضمن كوكبة المُكرمين من مدننا العراقية من أثروا الحركة المسرحية في محافظاتهم ونحتوا في الصخر من أجل تفعيل المسرح في تلكَ المُحافظات.
من خلال كلمة السيد النقيب هذه يظهر أن الرجل اختار أسماء لم يسبق لها أن كرمت أسماء تمثل الفنان المهجر وفنان داخل الوطن، وتكريم لمكونات فنية تمثل مجموعة من المدن العراقية بتاريخها ووهجها واسهامها التاريخي والمسرحي، وتكريم صريح للمهن المسرحية، من مؤلف ومخرج وممثل وتقني وسينوغراف وباحث مسرحي بل حتى الصحافة المسرحية في أشخاص يجمعون بين الفنين، وهو تحفيز واعتراف وامتنان وذكاء تدبيري وتسييري من طرف السيد النقيب جبار جودي، اقنع به الطرف الرئيسي في عملية التكريم الهيئة العربية للمسرح في شخص أمينها العام الأستاذ إسماعيل عبد الله وطاقمه الإعلامي والإداري والتدبيري لمهرجانات المسرح العربي، في بوثقة مهرجان له صفة المشروع الثقافي المسرحي العربي لكل العرب وعبر جغرافية الوطن العربي، وهو المهرجان الذي تقام دورته 14 ببغداد برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القسمي، حاكم إمارة الشارقة، وبرعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شباع السوداني.
شملتْ قائمة المُكرمين أيضاً عدة أسماء نذكر منهم آسيا كمال، الدكتور إقبال نعيم وآلاء حسين وبيات مرعي والدكتور حليم هاتف، ورائد محسن والدكتور سهى سالم، والدكتور كريم عبود ومازن محمد مصطفى، والدكتور مناضل داوود، والدكتور ياسر البراك، ووفق ما وصلنا في البلاغ الصحفي تغطية لفعاليات الاحتفاء بالمكرمين، وضمنهم وصلتنا تدخلات لبعض من المكرمين الآخرين الذين تحدثوا عن سيرتهم الابداعية فضلا عن دلالات التكريم بالنسبة إليهم ندكر منهم، الفنانة أحلام عرب المقيمة في لندن، التي عبرت عن سعادتها بهذا التكريم وتواجدها مرة ثانية في بلدها العراق، مُشيرةً الى بداية مسيرتها المسرحية بمعهد الفنون الجميلة كمُمثلة وعملها مع رجالات المسرح العراقي عبرَ عشرات العروض المسرحية، وعن انتقالها بين المسرح باللغة العربية إلى المسرح باللغة الإنجليزية.
عبرَ الفنان جواد الساعدي عن سعادتهِ بهذا التكريم الذي يعتبر التفاتة جميلة من قبل الهيئة العربية للمسرح اضافة الى نقابة الفنانين العراقيين ودائرة السينما والمسرح, مُستعرضاً مسيرتهِ التي بدأت بالعروض المسرحية المُنتجة من قبل قسم النشاط المدرسي في صلاح الدين ومشاركاتهِ المُتعددة في مهرجانات فرق التربية وكذلك المهرجانات المسرحية في عدد من مُدن العراق.
باركَ الفنان حاتم عودة لجميع المُكرمين هذا التكريم ذو الدلالات العديدة وهو تشريف يأتي في وقت نحتاجهُ جميعاً لإكمال الصورة المسرحية العربية كما أشارَ الى أهمية إقامة هذا المهرجان في بغداد بوصفهُ الأكبر والأضخم على مُستوى الفعاليات والنشاطات والعروض وأشارَ أيضاً الى بداياتهِ كفنان مسرحي وعروضهِ المسرحية فضلاً عن اهتمامهِ بالاعلام المسرحي الإلكتروني عبرَ تأسيسهِ لموقع الخشبة واصدار مجلة الخشبة ورقياً.
أما الفنان حكيم جاسم فقد أشار أن ما يُميز هذا التكريم أنهُ أتى من طرف جهات مسرحية فاعلة في مسرحنا العربي وبالتالي يؤسس هذا الكريم لتقاليد تهتم بالفنان الحقيقي والمبدع وصاحب الأثر المتميز، معبراً عن سعادته الكبيرة بالتكريم وبجميع القائمين على المهرجان.
ولأن لحظات التكريم هي أكبر من تكريم تجربة أو قامة مسرحية فقذ صرح الفنان الدكتور حيدر منعثر أن التكريم الأكبر هوَ لبغداد من خلال الإصرار على احتضانها هذه الدورة الفارقة من المهرجان وتكريم لجميع المسرحيين العراقيين، لأن المسرحي العراقي لا يشبه أي مسرحي في الوطن العربي لأنه يقدم نتاجه المسرحي على أرض قلقلة على جميع الأصعدة.
اعتبر الفنان طلال هادي هذا التكريم له رمزية كبيرة لتأريخ حافل من الاجتهاد والعمل الدؤوب، وبذلك فهوَ تكريم للمسرحيين العراقيين في جميع أرجاء الوطن.
صرح الفنان عكاب حمدي أن تتويجه بهذا التكريم هوَ تكريم لمدينتهِ الفلوجة ومحافظة الأنبار بشكل عام ولمنتدى المسرح الجاد الذي أسسهُ متحدثاً عن الصعوبات التي واجهتهُ وفريق عملهِ في الفلوجة شاكراً القائمين على المهرجان لتكريمهِ ضمن هذهِ الباقة العطرة من الفنانين المُكرمين.
وأشادَ الفنان كاظم بخطوة تكريمهِ في بغداد قبلة العرب والعالم بحضارتها وعراقتها وهي تحتضن هذا المهرجان في دورتهِ 14 مُعبراً عن سعادتهِ بهذه اللمة المسرحية العربية في الزمان والمكان.
واعتبر الفنان كريم رشيد دلالات الاعتراف من خلال تكريمهِ في بلدهِ العراق بعدما هاجرها إلى السويد قبل 30 عاماً وهذهِ أول مرة يتم تكريمهِ عراقياً أو عربياً معبراً عن سعادتهِ الغامرة بهذا التشريف.
أما الفنان كريم محسن فأشارَ الى بداياتهِ المسرحية عبرَ معهد الفنون الجميلة ببغداد وكلية الفنون الجميلة وضمن مكونات الفرقة القومية للتمثيل ومن خلال كم كبير من العروض المسرحية التي شاركَ بها مُمثلاً، وأشارَ بمرارة الى غياب التوثيق بالنسبة للعروض المسرحية التي شاركَ فيها.
وصرح الكاتب الدكتور مثال غازي أن هذا التكريم هو تكريم لرعيل كُتاب المسرح العراقي الكِبار كعادل كاظم وطه سالم سالم ومحيي الدين زنكنه وفلاح شاكر والآخرين وهذا التكريم هوَ تكريم للنص المسرحي العراقي.
وأشارَ الفنان الدكتور محمد حسين حبيب لأهمية اقامة المهرجان في بغداد بوصفهِ أهم مهرجان مسرحي عربي الذي تحقق بعد انتظار ومخاض طويل، شاكراً لجميع من ساهم في ذلك، وصرح أن غايته كمسرحي الخروج من مرحلة مسرح المحافظات إلى مرحلة المسرح العراقي في مدن العراق، وهذا ما تحقق اليوم عبرَ تكريم عدد من المسرحيين العراقيين من عدة مُدن عراقية كما تحدثَ عن بداياتهِ وسيرتهِ الإبداعية المتواصلة. واسهاما في فرحة اللحظة وتوهجها تحدث الدكتور يوسف عايدابي مُستشار الهيئة العربية للمسرح عن الدور الكبير للمسرحيين العراقيين في تفعيل المسرح العربي ممن زاملهم وعاصرهم من أمثال ابراهيم جلال وقاسم محمد وسامي عبد الحميد مُعبراً عن زيارتهِ الى بغداد التي تأخرت كثيراً مُشيراً الى الدلالات العديدة لتكريم كوكبة لامعة من المسرحيين العراقيين وهوَ تكريم مُستحق لهم مُشيراً الى أهمية ترسيخ هذا التقليد في عموم بلداننا العربية، وهوَ تكريم لجميع المسرحيين وتكريم لفاعلية الفنان المسرحي مما يُشير الى أهمية أن تلتفت الحكومات المُختلفة الى أهمية الفن والمسرح بشكل خاص في حياة الشعوب والأُمم فهوَ ضرورة مهمة ويتأتى هذا الأمر عبرَ تثمين جهود المسرحيين، كما أشارَ الى أن العدد الكبير من المُكرمين العراقيين في هذهِ الدورة نابع من خصوصية المسرح العراقي الذي يُمتاز بالثراء المعرفي والابداعي كما أن هذا التكريم أبرزَ وجوهاً مسرحية تستحقهُ لما قدمتهُ من نتاج مسرحي فاعل.
من الجانب التنظمي أعتبر هذا المؤتمر التقديمي للمكرمين والاحتفاء بهم، هو تمهيد نفسي وتحضير اعتباري لحفل الافتتاح الذي ستقدم فيه هذه الأسماء أمام الحضور الوازن والممثلة للرسميين والفنانين وضيوف الوطن العربي وهم في أتم البهجة والحبور آخدة لكامل زينتها وهي في عرس المسرح العربي؛ إذ سيتوجون أمام هذا الحضور النوعي في حفل بهيج يليق باللحظة ومؤثثوها، فهنيئا لبغداد العراقية وهنيئا لكل هذه الأسماء التي أمنت بقضية اسمها المسرح له رسالة التاريخ يقول بها إنسانية الإنسان ومدنية المدينة، ويقول بها التاريخ المستمر لفعل التمسرح الذي يكشفنا وننكشف في حضرته نحو التطهير ونحو مجتمع لكل البشرية..