أكدت مصادر من مطار محمد الخامس الدولي، أن هذا المرفق الحيوي استعاد سيرورته المعهودة منذ يوم السبت المنصرم، بعد تدخل لجنة الداخلية التي انكبت على موضوع الارتباكات التي عرفها منذ أشهر بسبب إضراب عمال الخدمات الأرضية لفرز وشحن الأمتعة، وأضافت هذه المصادر أن الوضع قد تحسن على المستويين الداخلي والخارجي للمطار، إذ بالإضافة إلى الإجراءات المتخدة في الفضائين فإن لجنة الداخلية قد استطاعت الحصول على برامج مناوبات عمال الخدمات الأرضية لفرز وشحن الأمتعةـ من الشركة المشغلة لهؤلاء والمكلفة بتسيير هذا النشاط، وفرضت أنظمة تسجيل الولوج للعمال المعنيين مما مكن من وضع حد للفوضى التي تعرفها هذه المهنة.
واعتبرت مصادرنا أن الإضرابات والاحتجاجات غير المصرح بها كان يؤججها بعض متزعمي هذه الإضرابات العشوائية وكان قد نتج عنها إزعاج وإرباك للمسافرين على متن الرحلات الجوية كما أنها عكست صورة سلبية لهذه المؤسسة الحيوية وكان الهدف منها هو الانفراد ببرامج مناوبات عمال الخدمات الأرضية لفرز وشحن الأمتعة وإلغاء تسجيل ولوج العمال المعنيين وكذا برمجة الساعات الإضافية، حيث سيكون على الشركة المشغلة دفع الأجور وتعويضات الساعات الإضافية دون مراقبة أو تأكد إن كانت هذه التعويضات مستحقة وهو مايكلفها ملايين الدراهم.
وذكرت هذه المصادر أن اتفاقات أبرمت خلال شهر يوليوز المنصرم والتي تقضي برفع الأجور بنسبة 30% مع سلسلة من الحوافز الاجتماعية كحصص تذاكر الطائرة ورحلات عمرة لفائدة عمال الخدمات الأرضية الذين يعملون بعقد عمل غير محدد المدة، ومع ذلك يصر بعض المستفيدين من هذه الارتباكات التشبث بوضعية “الريع” ويفضلونها على تحسين وضعية زملائهم لذلك لجأوا للضغط للاحتفاظ ببرامج مناوبات العمال، لكن وابتداءا من يوم السبت 20 شتنبر وبتنسيق مع لجنة الداخلية وكذا الأطراف المعنية استعادت السلطات السيطرة وتمكنت الشركة المشغلة من الحصول على برامج مناوبات العمال فعادت الأمور إلى صيرورتها العادية لتعود عملية شحن وفرز الأمتعة إلى نشاطها العادي، وبدأت أشغال اللجنة المعينة من طرف وزارة الداخلية والمكلفة بحل إشكاليات مطار محمد الخامس تؤتي أكلها خاصة بعد الجهود المبذولة لتحسين وضع أكبر مطارات المملكة “من تنظيف داخلي وخارجي واستعادة النظام بمصالح مختلفة وتحسين ظروف اشتغالها كالاستغناء عن استمارات التعريف وتوسيع وتهئية شبابيك مراقبة الحدود…” شرعت اللجنة في دراسة حيثيات إشكالية عمال الخدمات الأرضية لفرز وشحن الأمتعة، والتي كبدت المسافرين خسائر عديدة خلال الشهرين الماضيين.
وكان مسؤول بالشركة المشغلة “رام هوندينغ” يعنى بتسيير هذا النشاط من خلال شركة المناولة gppi أن وضعية “الريع” التي كانت تستهدف وضعيات المناوبة كلفت الشركة 3 ملايين درهم إضافية شهريا كنتيجة للعمال الأشباح والساعات الإضافية غير المثبتة.