#بعيدا عن ” #رشيد_شو ” وعن #برنامج ” #كي_كنت_وكي_وليتي ” وعن كل #التفاصيل التافهة في إعلامنا العمومي المعنون ب #عنوان تركي، يصر #البعض على أن نمسي جمهورا لديكوره..، كانت أربعة أيام في مراكش كافية، ليكتشف #الإنسان أن إبداعنا الفني المغربي الأصيل مازال بخير، وبأن #عودة #إشعاع هذا الفن الراقي السامي جدا عن الإنتاجات الرديئة، سيكون من صلب مدينة البهجة. قبل هذا وذاك، لابد من التوجه بالتحية والتقدير لجمعية “الشيخ الجيلالي امتيرد” على إتاحة الفرصة للجمهور من خلال الدورة الرابعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية، الذي أقيم ما بين 12 و16 شتنبر بمراكش، للإطلاع على المخزون الفني المغربي، والقادم من الشباب الرائع والدارس لرفع مشعل هذا الفن، الذي أضحى مغيبا في فضاءاتنا الثقافية. أصوات وفرق ومطربون يثلجون الصدر، يصدحون بأصواتهم وأنغامهم، ليعلنوا بأن الأغنية المغربية مازالت بخير، ولن يغتالها المتطفلون المشبعون بـ “تخراج العينين” تحت عنوان “الماركوتيينغ” و”لبوز” اللاسلكي..، ليفرضوا علينا أهواءهم. ثلة من فرق الملحون قادمة من مختلف المدن المغربية، أتحفت الحاضرين بقصائد رائعة راقية تعكس رقي الإنسان المغربي. وفرق للسماع تضم أصواتا شابة لها ملكة الأداء الرفيع، وستكون لها كلمتها في مستقبل الأيام داخل الساحة الفنية العربية، ومطربون يتغنون بكل أشكال الفن الرفيع من قصيدة عربية إلى الموسيقى الغربية، مرورا بالأغنية المغربية، التي هي عصب المهرجان. كل هذا جرى تحت عيون كبار الموسيقيين المغاربة على رأسهم الأستاذ عبد لله عصامي وأحمد عواطف وغيرهما من الأكادميين والمهتمين بفن الملحون والأغنية ككل. الزجل أيضا متدفقا بأصالة شعرية راقية، حيث قرأ الدكتور نجيب المنصوري قطعة زجلية بمناسبة تكريم فنان جيل جيلالة مولاي الطاهر الأصبهاني، عرج خلالها على مسيرة هذه الفرقة الرائدة ومختلف الأعمال التي أنتجتها في سرد مبني متناغم، أعقبه بعد ذلك الزجال سعيد تابوش، الذي أمتع الحضور بقصيدة تحكي عن مسار مولاي الطاهر الأصبهاني. تكريم مولاي الطاهر، حضره والي جهة مراكش آسفي، الذي دأب على حضور مثل هذه الملتقيات تشيجعا للفعل الثقافي بالمدينة، كما حضر إلى جانبه مسؤولون بالجهة ومجلس المدينة. نشط فقرات المهرجان بشكل احترافي مثير الأستاذ نور الدين بوسكسو، الذي أظهر عن علو كعب في مجال التنشيط والتنسيق بين الفقرات من منطلق العارف بدهاليز الفنون المقدمة، كما نشط أهم اللقاءات الفنية الأستاذ الإعلامي أنس الملحوني سليل عائلة الملحوني الراسخة بدراساتها وعلمها في بحر الملحون وباقي التراث المغربي، وهي العصب المشكل لجمعية (الشيخ الجيلالي امتيرد) الجمعية التي تشرف وجه المجتمع المدني من خلال إسهامها في الفعل الثقافي بالمدينة. من بين الشهادات التي قدمت في إطار تكريم الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، كانت تلك التي قدمها الفنان عبد اللطيف الشكرا، مدلل مدينة البهجة ..، بأسلوبه الكوميدي انتقل بالجمهور إلى كل الخطوات التي خطاها مولاي الطاهر في مجال الفن منذ البداية إلى أن أصبح نجما رفع إلى جانب رفاقه التراث المغربي إلى مستوى العالمية. ولم ينس الشكرا كيف ربط صداقته بمولاي الطاهر منذ صباه، حيث كان مارا بالصدفة من قرب إحدى القاعات رفقة أصدقائه لإجراء مقابلة في كرة القدم، لينتبه إلى مجموعة من الممثلين في هذه القاعة بينهم مولاي الطاهر، ليتوجه إليه مباشرة ويسأله عن ماهية الأمور التي يقومون بها، فأجابه مولاي الطاهر بأنهم يقومون بالتمثيل، ورغم أنه لم يفهم كل إجابات مولاي الطاهر إلا أنه قرر الالتصاق به واللحاق به أينما حل، حتى وجد نفسه وسط عالم الفن محترفا من حيث لا يعلم. حكاية كانت رائعة جعلت جمهور المسرح الملكي يتابع تفاصيل الحكاية حتى النهاية، ليمطر القاعة بتصفيقات عالية على هذا الفنان تخللتها وجبة من الدقة المراكشية. الدكتور حسن حبيبي، الباحث في مجال الظاهرة الغيوانية، ألقى بدوره شهادة في حق المكرم، أطلع خلالها الحاضرين على العلاقة المتميزة بين مولاي الطاهر وأستاذ المسرح الطيب الصديقي، ومدى الوفاء الذي يتميز به المكرم لأستاذه، بعد أن أعطى لمحة عن مسار مولاي الطاهر وإسهام فرقته جيل جيلالة في إدخال فن الملحون إلى قلوب الشباب المغربي أينما تواجد. من ضمن المكرمين في هذه الدورة، كان هناك الدكتور محمد الكيندري والأستاذ نور الدين الصوفي الدرقاوي والأستاذ شرف الملحوني، بالإضافة إلى مولاي الطاهر.. البرنامج كان حافلا ومتنوعا، اختتم فقراته الأستاذ فؤاد الزبادي الذي أتحف الجمهور بباقة من فن الزمن الجميل.