Site icon Dade24 – ضاد 24

” كازابلانكا ” بالطلاء الأبيض…… هوية و رمزية إخفاها الزمن

عزالدين زهير

عُرفت مدينة الدارالبيضاء أو “كازابلانكا” بتسميتها التي ترمز إلى لونها الأبيض و الذي ميز واجهات منازلها و أزقتها منذ أزمنة خلت  و أصبحت علامة للمدينة و رمزا ذو دلالة و رونق بهي يعكس أشعة شمس الأطلنتي

و أتخدت البيضاء لونها منذ عقود ولطالما حافظت السلطات  على إلتزام أصحاب المنازل بالطلاء الأببض و الإكتفاء بالتغيير على مستوى النوافذ، و كانت صارمة في هذا الصدد بحيث تفرض عقوبات على المخالفين لهذا القرار

وكانت تسمية الدارالبيضاء واضحة في الشرح و المعنى لمن يسأل عن السبب من الزوار و السياح، فتكون الإجابة في الغالب و هي حقيقة ظاهرة للعيان  بسبب لون البنيان و تعميمه على شوارع و أزقة المدينة، لكنها مع الأسف إفتقدت الهوية و الشكل والرونق والجمال و إختلطت الألوان فاندثر الأبيض وسط زحمة السواد و ألوان الليل الدامس و زحفت بعضها من الشمال و الأخرى من الجنوب و شكلت تيها لعيون المارة و رواد المدينة

تعالت الأصوات من قدماء المدينة و السكان الأصليين و حتى النازحين من القرى و المدن الأخرى   لكي تصل إلى مسامع من يتحملون تسيير الولاية، الذين يغضون البصر عن هذه الرمزية و يساهمون في طمس الهوية، و أصبح كل واحد يلوّن على هواه دون مراقبة أو تنبيه، فنرى الأصفر قرب الأحمر و الأزرق يجانب الأخضر و هكذا…. عشوائية في الإنتقاء تنتج بشاعة ووجها مخجلا غابت عنه الوسامة و البهاء

يحق للبيضاويين أن يعتزوا برمزيتهم و هويتهم و أصالتهم بإسترجاع أحقية التسمية، فلم تعد الدار  بيضاء، فالقبح يعتلي البنيان و تسود الكآبة و غابت الإطلالة، فعلى مجلس المدينة أن يكون حاسما و صارما في تعميم الطلاء وتفعيل المقرر الجماعي الخاص بواجهة البنايات الذي يحدد لون الدارالبيضاء الكبرى

Exit mobile version