الرئيسيةسياسة

فضيحة أجوبة جاهزة تهز أكاديمية البيضاء٫ لجنة التصحيح بمؤسسة المستقبل تكشف اختفاء ورقة أصلية لتلميذ واستبدالها بورقة أجوبة مزورة

تحقق الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالبيضاء-سطات والمديرية الإقليمية بالحي المحمدي في فضيحة “زرع” ورقة أجوبة مزورة تحمل الرقم السري لتلميذ، ضمن أوراق التصحيح الخاصة باختبارات اللغة الفرنسية خلال الامتحان الجهوي الموحد لنيل شهادة الإعدادي.

وتوصلت الأكاديمية والمديرية بعدد من الوثائق والتسجيلات والحجج التي تفيد واقعة غش من الحجم الكبير، يقف وراءها مسؤولون بالثانوية الإعدادية المستقبل، حيث كشفت إحدى الأستاذات عملية التسريب وأخبرت مدير المؤسسة بها في الحال.

وقال مصدر إن الفضيحة تشبه إلى حد كبير ما وقع، قبل سنوات، بالثانوية التأهيلية البارودي بالبيضاء، وانتهت بالزج بعدد من المسؤولين في السجن، كما تورط أحد القضاة في عملية تدليس في أوراق التصحيح لفائدة ابنه، حين كشفت التحقيقات الأمنية أن هناك أيادي خفية تعمد إلى سحب الورقة الأصلية التي دون عليها المترشح أجوبته، لتستبدل بورقة إجابة جديدة، تحمل الرقم السري للمترشح.

وحسب معطيات توصلت بها “الصباح” فإن أستاذة للغة الفرنسية بالثانوية الإعدادية المستقبل فوجئت أثناء تصحيحها ورقة امتحان تلميذ بأجوبة دقيقة وأسلوب يعكس اطلاعا جيدا بهذه اللغة الأجنبية، وتفانيا في الإجابة على جميع الأسئلة وتقديم شروحات وإضافات من عنده، ما جعل الأستاذة ترتاب في الأمر، فقررت وضع الورقة جانبا إلى حين الاستشارة مع زملائها الأساتذة.

وبعد عرض الورقة على لجنة التصحيح والإطلاع على محتوياتها، سجل جميع الأعضاء الملاحظات نفسها لزميلتهم، وأكدوا أن هذه الأجوبة لا يمكن أن تعكس المستوى المعرفي واللغوي لتلميذ في مستوى التاسع إعدادي، قبل أن يقرروا إخطار رئيس المؤسسة بهذه الواقعة.

بعد وصوله إلى قاعة التصحيح، تمعن المدير في الورقة، وأقر بواقعة “زرع” ورقة مكان الورقة الأصلية للتلميذ، ما اعتبره غشا وتدليسا مفضوحا، دون أن يتساءل عن مصير الورقة الأصلية، والجهة التي قامت بزرع ورقة امتحان “جاهزة” وسط أوراق التصحيح، وكيف ومتى وبأي طريقة؟.

بعد التداول في الموضوع، علمت “الصباح” أن الملف طوي عند هذا الحد، دون اتخاذ أي قرار في شأنه من قبل الإدارة التي كانت ملزمة بفتح تحقيق للإجابة على عدد من الأسئلة ومعرفة هويات المتورطين في فضيحة تربوية بكل المقاييس، تضرب في العمق حق جميع التلاميذ في المساواة والإنصاف وتكافؤ الفرص.

وأكد مصدر أن الإدارة لم تكتف بالتكتم على الموضوع، بل منحت التلميذ نقطة 6/20، دون تقديم أي توضيح هل هذه النقطة كانت نظير الورقة الأصلية (غير الموجودة)، أو الورقة المزورة. وأوضح المصدر أن حبل التكتم كان قصيرا، إذ سرعان ما انكشف الأمر وسط المؤسسة، بل إن بعض الأساتذة توصلوا بالورقة المزورة عبر تقنية “واتساب”، ما دفع المدير إلى كتابة تقرير، بعد مرور شهرين على الواقعة، وطلب من أعضاء لجنة التصحيح التوقيع عليه.

وقال المصدر نفسه إن ليست المرة الأولى التي يزور فيها لفائدة التلميذ “المحظوظ”، إذ مُنح في السابق نقطة 18.45/20 في امتحان التربية البدنية، علما أن المعني كان مريضا لحظة اجتياز الامتحان، ولم يكن يتحرك إلا متكئا على عكاز.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى