المهرجان الوطني للوتار الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث بدعم من جهة الدارالبيضاء سطات ووزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة ،سيتميز بتكريم الفنان الشعبي الشيخ جمال الزهروني أحد رواد فن العيطة في المغرب .
وقد اشتهر الفنان جمال الزرهوني ، المنحدر من اقليم آسفي ، بإبداع أول سمفونية في تاريخ موسيقى لوتار تحت اسم “سمفونية لوتار لعزف العيطة الحصباوية” ،التي وقعت أول حضور لها ضمن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني للوتار ” إيقاعات المغرب” سنة 2010 ثم بعد ذلك خلال الدورة 13 لمهرجان موازين:”ايقاعات العالم”.
وتعد سمفونية العيطة الحصباوية ، التي اقترحها جمال الزرهوني ،وهو رئيس جمعية عبدة لشيوخ العيطة بآسفي ، لمسة فنية مجددة للتراث الشعبي لقيت تجاوبا كبيرا من الجمهور المغربي الوفي لذاكرته التراثية الشعبية.
المهرجان الوطني للوتار، أول تظاهرة وطنية كانت وراء تشجيع فعاليات ثقافية وتراثية همها الاشتغال على آلة لوتار وموسيقاه، حيث عرفت دوراته السابقة المساهمة في إنتاج “سمفونية الحصبة” و”سمفونية نجوم لوتار و”سمفونية إيقاعات المغرب” وإعادة عزف “سمفونية الأطلس”، علاوة على تكريم العشرات من شيوخ وفنانين وصناع تقليدين تميزوا بصناعة آلة لوتار وباحثين في الثراث الثقافي اللامادي .
ومعلوم أن الدورات السابقة للمهرجان،شهدت تكريم العديد من المبدعين تقديرا لعطاءاتهم كالشيخ أحمد ولد قدوروالمرحوم محمد رويشة، الثنائي قشبال وزروال و الشيخ محمد عويسة والنظام أوهاشم بوعزمة والمرحوم الشيخ العربي الكزار ومولود أوحموش ،وميلود الداهمو،والعربي الغازي الملقب بباعروب والفنانة شريفة رفيقة درب المرحوم محمد رويشة والفنان الكبير محمد مغني والشيخين ابن غانم مصطفى ولد البصير والمير المعزوزي والفنان عابدين الزرهوني ،بالاضاقة إلى الباحث في التراث اللامادي الأستاذ اديس الكايسي والصانع التقليدي والمختص في صناعة لوتار أحمد بوجمل.
المهرجان يهدف منذ نشأته سنة 2010، يقول عبدالله الشخص رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث ومدير المهرجان إلى الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي للمملكة و تكريم وإعادة الاعتبار لرواد وشيوخ لوتار ،واكتشاف الموسيقى الرعوية كما تغنى في البوادي والجبال والسهول، وتمكين الشباب من إبراز طاقاتهم الإبداعية كعازفين لهذه الالة لخلق امتدادات الاهتمام والممارسة المنظمة لموسيقى لوتار باعتباره آلة مغربية أصيلة صنعا وابتكارا.
جلال كندالي الكاتب العام والناطق الرسمي باسم جمعية المغرب العميق لحماية التراث أكد أن هذه الدورة ستتميز بحضور العديد من الأسماء الفنية الوازنة في هذا الحقل الفني الذي ينفرد به المغرب، وتكريم الهرم في هذا المجال الفني الشيخ جمال الزرهوني.
وشدد جلال كندالي على أن الجمعية منذ تنظيم الدورة الأولى حرصت على الاهتمام بهذا التراث المغربي وإخراجه من دائرة التهميش، مما جعل هذا الموعد السنوي قبلة للمهتمين والنقاد والفنانين من مختلف الأجيال بالإضافة إلى الفرجة، إذ استطاعت جمعية المغرب العميق لحماية التراث أن تطور هذا المهرجان من دورة إلى أخرى ،وهذا ما تترجمه التراكمات المنجزة، كما استطاعت الجمعية صحبة شركائها أن تجعل من عاصمة الشاوية عاصمة لهذه الآلة الوترية التي ينفرد بها المغرب وقبلة للرواد والمواهب الشابة من مختلف المناطق والأجيال.