الرئيسية

حسب حيكر: مصحة جرادة تعتنق الشيوعية؟

العربي رياض

عجيب كيف أصبحنا نعالج أمور مدينتنا، وأنا أطلع على تصريح للنائب الأول لعمدة المدينة عبد الصمد حيكر، يتحدث فيه عن مبرر تفويت قطعة أرضية مساحتها 602 متر مربع لفائدة مصحة جرادة، بدا وكأنه يتسول بالموظفين الجماعيين والمعوزين. حيث قال إن جميع الموظفين في مختلف المقاطعات البيضاوية، والذين لا يتعدى أجرهم 5000 درهم، سيتم إعفاؤهممن طرف المصحة من أداء الفارق الذي يؤديه المتعالج بدلا عن شركة التأمين. وللإشارة، فإن عدد موظفي الجماعة الحضرية للعاصمة الاقتصادية ومقاطعاتها يفوق 13 ألف موظف، والعينة التي ستستفيد هي الأكثر، إذ يتعدى عددها 9 آلاف موظف. السؤال: كم سريرا تتوفر عليه هذه المصحة، لتأوي ولو ربع عدد هؤلاء، دون احتساب عدد المعوزين الذين ستتكلف بهم المصحة في كل أرجاء المدينة؟. والجميع يعلم كم من المعوزين ينتشرون في مختلف الأحياء البئيسة للمدينة. وهل المصحة تستطيع تحمل مبلغ 250 ألف درهم عن كل معوز، إذا ما افترضنا أن خمسة معوزين في الأسبوع زاروا المصحة وتمت معالجتهم بالمبلغ المذكور؟ أعتقد أن أصحاب المصحة، بمحلات تجارة الحلوى المشهورة التي يمتلكونها سيصلون إلى “فاييت”. يبدو أن العرض مضحك وفيه ضحك على الذقون لا يقبله العقل، ولن تقبل به أية مقاولة لها منطق. وبدا النائب الأول في تصريحه وكأنه يتحدث عن قصة من قصص “التلاوة” التي كان يضعها بوكماخ، ليعلمنا كأطفال كيف نتشبث بالأمل. وبأن القدر رحيم ولن يكون ظالما معنا، إذا ما اتبعنا الطريق الصحيح، لكن بوكماخ كان يضع نصوصه بهدف التربية القويمة، أما اليوم فإننا نرى مسؤولين يتحدثون عن قصص خرافية من أجل تمرير صفقات مالية، لا يدري أحد كيف تنسج في الخفاء. أود فعلا أن أرى رد فعل أفواج من الموظفين والمعوزين تتجه صوب هذه المصحة يوميا، ونسأل الله أن يرزق أصحابها رجاحة العقل، حتى لا “يزهق” لهم. إن مثل هذه المبررات القريبة من قصص الشعوذة، لا تمت للتدبير الحكيم بصلة. الأرض المتحدث عنها، اكترتها مقاطعة المعاريف منذ 1994، والمكتري يؤدي ما بذمته،. والحارس الذي تحدث عنه النائب الأول للعمدة، قال بأن أصحاب المصحة سيعوضونه، هو حارس لدى المكتري. وكان على الجماعة قبل مباشرة عملية التفويت أن تقوم مسبقا بمسطرة استرجاع الملك من المكتري الأصلي، والنظر في ما إذا كان قد سبق وطالب هو أيضا بأن يستفيد من عملية التفويت. لتتم بعد ذلك عملية تقويم الأرض، ووضع شروط معقولة أمام أصحاب المصحة ليسهموا بما يمكن أن يسهموا به في عملية علاج المعوزين وبشكل يقبله العقل. بدل حكايات “الخريف”.أما ألا يتم إخبار أو إشعار المكتري والمستغل الأصلي وسؤاله إن كان يريد الاستفادة من التفويت، فهذا أمر فيه ما فيه، وما خفي كان أعظم في الكواليس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى