العربي رياض
علمنا أن صفقة” تبرم من تحت الدف” بين شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للخدمات”، وإحدى شركات المناولة،
التي ستفوت لها ، بعد ان تحصل على التفويض من مجلس المدينة ، مهمة تدبير مصالح حفظ الصحة في عموم
أحياء العاصمة الاقتصادية
الصفقة “تبرم” رغم أن مجلس المدينة مازال لم يعط الضوء الاخضر لتفويت القطاع بشكل رسمي،
اي بعد عقد دورة والتصويت على القرار، وهو ما يشكل علامة استفهام، حول “الخفة” التي تطبع تحركات
شركة التنمية المحلية؟
وقالت مصادرنقابية من داخل الجماعة الحضرية للدار البيضاء، إن الامر كله يشوبه اللبس،
ويطرح عدة احتمالات منها ان شركة المناولة ستكون عبئا اضافيا من الناحية المالية على الجماعة الحضرية،
التي تغرق في العجز المالي أصلا ما سيضطرهاالى تقديم مجموعة من الخدمات لفائدة المواطن بالمقابل و أكدت مصادرنا
ان من فكر في هذه العملية، يعلم جيدا ان المواطنين يجهلون تماما، مهام مصالح حفظ الصحة
وهذا يظهر جليا، عندما نعلم أن المنتخب بنفسه لا يتوفر على معطيات كاملة حول عملية تدبير
هذا المرفق الهام، والدليل أن ميزانية هذا المرفق لم يسبق أن طرح اي تساؤل بشأنها من طرف المنتخبين،
داخل المجالس المنتخبة أي ان المرفق يدبر بأموال غير مراقبة، وليست في صلب أولويات اهتمام المواطن،
لذا ظلت هذه المصالح بعيدة عن المساءلة، كما هو الشأن بالنسبة لمصالح التعمير والثقافة وغيرها
واعتبرت مصادرنا، ان دخول شركة يعني الاجهاز على هذه الخدمة التي هي حق من حقوق المواطن وبالمجان،
حيث تدخل ضمنها عملية توزيع الادوية الخاصة بالامراض المزمنة على المواطنين، كداء السكري اضف اليها محاربة
الكلاب الضالة ورش الأدوية الخاصة بالقضاء على الفئران والحشرات كالذباب والباعوض، و جمع الحيوانات الشاردة
التي تنتشر هنا وهناك وغيرها من المهام، وهي مهام تتطلب إجراءات ادارية، وان يتمتع المكلفون بها بالصفة الضبطية
فمثلا اذا كان هناك كلب له صاحبه يشكل تهديدا على السكان، تقوم هذه المصالح بأخذه منه لأنها تتوفر على الصفة الضبطية،
لكن الشركة التي ستعنى بهذا الامر، لا تتوفر على هذه الصفة، وبالتالي لن يسلمها صاحب الكلب كلبه وللمزيد
من التوضيح فرجال الأمن عندما يقومون بعمليات مداهمة العصابات لها كلاب، لابد أن تتدخل مصالح حفظ الصحة،
التي توقع بدورها على محاضر هذه المداهمة لكن إذا كانت هناك شركة خاصة كيف ستوقع هذه المحاضر؟
سيقول أصحاب هذه “التخريجة”، أن الشركة المتحدث عنها ستقوم بالتدبير فقط وبأن الوظائف ستظل منوطة
بموظفي البلدية
لكن السؤال الحقيقي،هو هل سبق أن سمعنا في المغرب عن شركة تتوفر على تجربة في مجال حفظ الصحة؟
مايجعل التساؤلا تتتناسل: هل شركة الدار البيضاء للخدمات، ستقوم بصفقة مباشرة؟ أم ستعلن عن طلب عروض،
واذا ما قامت بذلك ماهي الشركات المغربية التي لها مرجعية في المجال
مصادرنا اعتبرت أن الجماعة اليوم تحاول التنصل من المسؤولية المباشرة مع المواطن، وستتركه في مواجهة
مباشرة مع شركات لا يعرف حتى عنوانها
الجماعة الحضرية لم تقم بأي دراسة قبلية في الموضوع، تعتمد على معايير علمية حتى لا تزيغ هذه المصالح
عن أدائها المجاني وبالشكل المطلوب
اليوم تعاني هذه المصالح من نقص في الأطر الطبية، وكان الاولى ان تكون هناك شراكة مع وزارة الصحة
لتقوية أداء المصالح، لكن هناك من له منظور آخر تجهل أهدافه؟