محمد العصفور
المركز المغربي للتطوع والمواطنة يثمن عاليا خلاصات التقرير العام للنموذج التنموي الذي قدمته اللجنة الخاصة مؤخرا، أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، هذا العمل الذي تضمن جملة من التصورات والاقتراحات والتوصيات التي تهم المجالات ذات الأولوية بشأن تجديد النموذج التنموي الوطني.
ويرى المركز أن المغاربة سيجدون أنفسهم في هذا التقرير من خلال الآفاق والتصورات والركائز التي تضمنها، والتي أخدت بعين الاعتبار انتظارات المجتمع المغربي بكافة مكوناته، والذي يخطط لمغرب المستقبل الذي يتمنى المركز أن يكون في مستوى تطلعات جلالة الملك من أجل تحقيق كل الطموحات والأهداف المسطرة، عبر القيام بقطائع وإصلاحات هيكلية، وتجاوز إشكالية الارتقاء الاجتماعي، والفوارق الاجتماعية، مما سيعطي ثقة حقيقية للشباب والنساء بخصوص مستقبل وطنهم. وخاصة أن هذا النموذج سيشكل لبنة ورافعة لمغرب 2035.
وإذا كان التقرير قد فتح المسار لتعبئة الموارد البشرية، سواء تعلق الأمر بتعليمها أو صحتها أو تأطيرها على جميع المستويات، وخاصة من الجانب المواطناتي حيث تحدث النموذج في الإطار رقم 10 على مواطنة متجددة بقيم مشتركة، والإطار رقم 17 التربية على المواطنة والحس المدني، مبررا أن التربيـة علـى المواطنـة الأكثـر فعاليـة تعـزز قواعـد العيـش المشـترك وتـزرع التعلـق بالوطـن، مـن أجـل تعزيـز روح المنفعـة المشـتركة وتعزيـز الشـعور بالانتماء إلـى المجموعـة الوطنيـة واحتـرام رموزهـا، حيث خلص إلى أن طـرق التقييـم فـي النظـام التعليمـي عليهـا أن لا تقتصـر فقـط علـى مكافـأة الأداء الفـردي والمدرسـي بـل أن تشـمل أيضـا السـلوك والتحفـيز علـى القيـم المدنيـة.
وإن كان النموذج التنموي قد أولى المواطنة أهمية خاصة في تربية جيل 2035، غير أنه لم يعط مساحة كافية للتطوع، بالرغم من أنه تطرق إلى تجربة دولية رائدة خاصة بالمملكــة المتحــدة في التسعينات “ميثـاق العلاقـات بيـن الحكومـة والقطـاع التطوعـي والمجتمعـي فـي إنجلتـرا” كإطـار قانوني للعمـل المشـترك بيـن القطـاع العـام والقطـاع الثالـث، لقد كان حريا باللجنة أن تعمل على تتمين الثروة اللامادية التي يمثلها الجهد الجماعي للمتطوعين وخاصة أن التطوع أصبح اليوم يشكل تلك الضريبة الوطنية التي يجب أن يدفعها كل مواطن اتجاه وطنه، كما أن المنتظم الدولي أصبح يعتبر التطوع محركا للتنمية بجانب الاقتصاد ومحدثا لفرص الشغل، ومؤشر من مؤشرات التنمية.
وخاصة أن التطوع أصبح يحضى اليوم بعناية مولوية خاصة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي دعا الحكومة والبرلمان في خطاب جلالته ليوم 12 أكتوبر 2018 بالبرلمان، إلى تبسيط المساطر لتشجيع مختلف أشكال التبرع والتطوع، هذا التطوع الذي عرف منسوبا عاليا في زمن كورونا، والذي أشاد به صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة عيد العرش الأخير ” عشنا مشاهد لاتنسى من التعاون والعمل التطوعي، بـين الجيران، ومع الأشخاص المسنين، والأسر المحتاجة، من خلال توزيع المساعدات، وتقديم الدعم والإرشادات”