عزالدين زهير
يهدف الملتقى الفلاحي الدولي البارز والمتميز و الذي يسعى من وراءه المنظمون ترصيد وتثمين المزيد من المكتسبات المحققة على مستوى فلاحتنا الوطنية بكل مكوناتها وحصد رهانات أخرى داعمة، لتنزيل أهداف الجيل الأخضر والذي يعتبر من الأوراش الهامة التي تدعم برامج المغرب الفلاحي في مختلف تجلياتها، وجعله قطاعا فعالا ومنتجا ومحفزا و قادرا على الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني ، ومحاربة الفقر والعمل على الرفع من مستوى عيش السكان خاصة في العالم القروي وتحصين السيادة الغذائية لبلادنا.
وهذا ما يدفع المجالس الترابية باعتبارها فاعلا استراتيجيا في تنمية القطاع الفلاحي وتأهيله وتطويره، للرفع من إيقاع اسهاماتها، من خلال بلورة مجموعة من البرامج النوعية وتقديم المزيد من الدعم على درب تحقيق النجاعة المائية وتنمية القطاع الفلاحي وإبراز جيل جديد من الطبقة المتوسطة القروية.
وارتباطا بهذا الخيار٫ يشكل الأمن المائي بالجهة انشغالا آنيا وتحديا يسائلنا جميعا، تنزيلا لمضامين الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس حفظه االله، إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح دورة أكتوبر 2022 ، حيث دعا من خلاله وضع خريطة طريق لمحاربة الإجهاد المائي وتوفير الموارد المائية للشرب والسقي.
وإدراكا للطابع البنيوي لظاهرة الجفاف وندرة المياه، وما تفرضه من تحديات، فقد انخرط مجلس جهة الدار البيضاء ـ سطات، في هذا الانشغال الملكي السامي المتبصر، الذي يؤكد على أهمية الموارد المائية باعتبارها عنصرا حيويا في عملية التنمية المندمجة والمستدامة؛ وهكذا التف اجلملس بكل مكوناته السياسية، لتفعيل وأجرأة هذه الرؤية الملكية الهادفة إلى تحقيق انتعاش أخضر قادر على الصمود في ظل المتغيرات المناخية الطارئة. وفي هذا الاطار سيتم اعداد محطة لتحلية المياه بطاقة استيعابية قدرها 300 مليون متر مكعب. فضلا عن المحطة المفتوحة بالجديدة.
كما برمجت الجهة العديد من المحطات لإعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء والملاعب. وتعد جهتنا على رأس الجهات المتأثرة بالإجهاد المائي. لذا، تسهر على تنظيم عدة لقاءات مع مجموعة من المتدخلين القطاعيين والفاعلين الاستراتيجيين، تهدف إلى تعزيز إطار تدبيري لتعبئة الموارد المائية وترشيد استعمالها بغية ضمان استدامتها. ونظرا لكون الأمن المائي يعد أولوية وطنية ومسألة ملحة وضرورية تستدعي تعبئة جهود كافة الفاعلين، فقد انخرطت جهة الدار البيضاء- سطات في خارطة الطريق التي وضعها جلالة الملك محمد السادس حفظه االله، كركيزة أساسية للإستراتيجية الوطنية للمياه في أفق سنة 2027 وفي البرنامج الحكومي.
كما حرص المجلس على إطلاق برامج ومبادرات أخرى حول إشكالية الماء باعتبارها قضية مشتركة من خلال تنظيم ندوات ولقاءات ومحاضرات توعوية وتحسيسية حول هذا التحدي الذي بات مطروحا بحدة بفعل التغير المناخي وما صاحبه من استغلال سيء للموارد المائية. والتزاما بهذا التوجه الوطني، فقد اخترنا شعار هذه السنة لرواقنا بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، “الماء هو الحياة” لما تكتسيه قضية الماء، من أهمية قصوى في تحقيق التوازنات التنموية والعدالة المجالية والسيادة الغذائية لبلادنا