ظلت دوما في نظرته إدانة ما سادرة. عزيز الوديع، مختلف تماما ضمن كل عائلة الوديع الأسفي، لأن محنته خاصة ومختلفة. عزيز الذي اعتقل وهو بالكاد فتى في 16 من عمره، نموذج لمعنى محنة حقوق الإنسان التي كانت ببلد إسمه المغرب في سنوات السبعينات من القرن 20 (هنا التاريخ يحكي ويتحدث وسيظل). ماذا لو (حتى والتاريخ لا يكتب ب “لو”)، لو أن الفتى ذاك فتح عينيه في سماء أخرى، تقبل الإختلاف والرأي الآخر؟. ربما أصبح مواطنا آخر، غير “الطفل الحزين” الذي صاره. الطفل الذي ظلت نظرته، ونحن نلتقي يوميا بالجريدة (اشتغل لسنوات بيومية “ليبراسيون” المغربية، في الطابق الرابع لمؤسسة الإتحاد)، تدين مغربيتي في مكان ما. حتى شغبه الجميل وقفشاته كانت عنوانا لذلك. عزيز تجربة حياة مختلفة.. تلقى قدره بشرف نادر.. وفي مكان ما كنت دائما أتساءل مع نفسي: كيف كنت سأكون لو عشت تجربة هذا “الطفل الحزين”؟. وظل لي شك كبير أنني كنت سأكون في صبره السادر. عليك الرحمة أيها “الطفل الحزين”، لأنك كم تستحقها عاليا. ومعذرة عن ما فعلناه بك، عن ما فعله زمننا بك.