العربي رياض
واجه مكتب الدراسات الذي كلفته شركة التنمية المحلية ” الدارالبيضاء للتراث ” ، برصد وجرد ممتلكات جماعة العاصمة الاقتصادية صعوبات جمة وهو يقوم بهذه المهمة التي تطلبت منه التنقل بين المقاطعات السنة عشر المؤثثة للمدينة ، وقد أوضح لنا في هذا الباب موظفون بمختلف مقاطعات الدارالبيضاء ، بأن مكتب الدراسات كان وجها لوجه أمام أرشيف مهمل ومبعثر معظم ملفاته مبثورة ، بل إن بعض الأرشيفات كانت عبارة عن أسرة للفئران ، وهو ما يبين الحالة الحقيقية لحالة إدارتنا الجماعية حيث كانت كل الملفات المتعلقة بالممتلكات العقارية للجماعة ناقصة أو ان وثائقها غير متناغمة ، والبحث عن تلك الوثائق كان يشبه البحث عن إبرة في جبل من القش ، أضف إلى ذلك عدم التعاون الذي أبداه بعض الموظفين الذين كانوا ينظرون إلى الفريق المشتغل مع مكتب الدراسات ، وكأنهم مجانين لن يصلوا إلى نتيجة ، كما ان بعض المقاطعات منعت مكتب الدراسات من إخراج الوثائق بغية الاشتغال عليها في أماكن جاهزة وتوفر الجو المطلوب لإعادة ترتيب الملفات وما إلى ذلك ، خاصة وأن مكتب الدراسات له مهمة أساسية وهي سبب انتدابه لهذه المهمة ألا وهي بالإضافة إلى الجرد والتثمين والتوثيق ، رقمنة هذه الممتلكات ووضع برنامج إلكتروني لمتابعتها من طرف الجماعة ، امام هذه الصعوبات وأخرى اضطر مكتب الدراسات إلى اللجوء إلى بعض متقاعدي تلك المقاطعات الذين منهم من بلغ السبعينات من عمره ، للمساعدة على تحديد هذه الممتلكات والتعرف على وثائقها كاملة ومكان تواجدها بالضبط ، وهو ماتم وكان مكتب الدراسات قد جند عشرات المساعدين للقيام بهذا العمل الذي أثمر عن حصر 1600 ممتلك تمت رقمنتها وجمعت وثائقها ، في انتظار المرور إلى الخطوة الموالية وهي أن تقوم الجماعة بتحفيظ هذه الممتلكات و تعمل على التسوية العقارية للبعض منها