مع نهاية السنة بدا أن الخزينة المالية للجماعة الحضرية للدارالبيضاء لا تعكس الا العجز ، ذلك أن الباقي استخلاصه لفائدتها فاق كل التوقعات إذ بلغ الى حدود الآن 640 مليارا ، أضف إلى إليها أزيد من 17 مليارا كانت قد اقترضتها من صندوق التحهيز الجماعي في فترات سابقة وظلت تقترض منه الى أن بلغت الخطوط الحمراء ، دون أن ننسى ال200 مليار التي تم اقتراضها مؤخرا من البنك الدولي بفوائد مرتفعة زيادة على الديون المترتبة عليها فيما يخص الأحكام ، الصادرة ضدها والمرفوعة في حقها من لدن المتعاملين معها …للإشارة فالديون التي تحدثنا عنها هي المعلنة في بعض الملتقيات الرسمية ولم نتطرق لما خفي من ديون لم تصل الى المحاكم بعد ولم تعلن بشكل رسمي ومازال مسكوتا عنها ، في الحقيقة المشكل لا يكمن في هذه الديون ولكن في الإرادة لمواجهة هذا الوابل من الأرقام إذ لم تتخذ الجماعة الحضرية للعاصمة الاقتصادية أي إجراء عملي ،ولم تحسن من أداء إدارتها الجبائية لاسترداد أموالها الضائعة ووقف زحف الديون المتزايدة يوما عن يوم ، وكأن المسؤولين بها يرمون بالكرة أو المصيبة الى الدولة كي تنوب عنهم في هذا الواجب الذي يبدو أنهم غير مكترثين له ، سواء عن عمد أو عن غير عمد ..العجز الإداري للجماعة الحضرية اضطرت معه السلطات المركزية والمحلية إلى أن تدخل على الخط ، حيث أطلقت السلطات الولائية حملة تحسيسية تستهدف الملزمين اتجاه الجماعة بغية تحفيزهم على أداء ما بذمتهم لفائدتها وذلك من خلال إعفاءات عن ديون قديمة وأداء فقط ما استجد منها ، وقد أشركت معها السلطات في هذه العملية المصالح الضريبية ومصالح الخزانة العامة للملكة ، ومع ذلك ظل المسؤولون الجماعيون “يتمنظرون” في المشهد وكأن لسان حالهم يقول اعملوا إنا هنا قاعدون ، تدخل السلطات جاء لإنقاد مايمكن إنقاده حاصة وأن مشارع كبرى في طور الإنجاز على المحك ، ولم تعد الخزانة المالية الجماعية قادرة عن أداء التزاماتها المالية اتجاهها ..المضحك في الأمر أن المسؤولين الجماعيين انخرطوا في عملية الدار البيضاء مدينة دكية ولهم التزامات مالية بخصوص هذا الموضوع وهم غير قادرين حتي على جمع ديونهم المالية ، ما يعني أن هناك مواضيع بالنسبة لهم هي صالحة فقط للاستهلاك الإعلامي ، يدكر جميع البيضاويين كيف قدم رئيس المجلس العلامة التعريفية للدارلبيضاء ” وي كازابلانكا ” ، وهي بالمناسبة التي أنفقت بخصوصها ميزانية فاقت 600 مليون سنتيم ؟؟؟ وخاطب الجميع في حفل بهيج لمن استفاذ من هذه الصفقة ، بأنها ستكون علامة تعريفية على المستوى الدولي بمدينة الدارالبيضاء التي ستصبح عاصمة للمال والأعمال ، ومن شأن هذه العلامة العظيمة والساحرة و “فكاكت لوحايل ” أن تستقطب الشركات الدولية للاستثمار في هذه المدينة ومن خلالها في المغرب برمته …الجواب سيأتينا سريعا فبعد أن فسخ مجلس مدينة الدار البيضاء عقدة تدبير النظافة مع الشركتين اللتين كانتا مكلفتين بهذا القطاع ، سيعلن عن طلب عروض دولي بخصوص صفقة لتدبير قطاع النظافة بما يقارب مئة مليار فلم تستجب للدعوة أية شركة عالمية كبيرة بل استجابت فقط ثلاث شركات واحدة مغربية والإثنتان الأخريان هما نفسهما من كانتا تدبران القطاع ؟؟؟ وكأن الصفقة الدولية أعلنت في جريدة تباع في الدرب أو في منشور معلق في درج إدارة من الإدارات النائية ، وها نحن نقترب من سنة ومازالت الصفقة لم تتم ، في أحد أهم القطاعات لأي مدينة فمابالك بعاصمة اقتصادية ، بمعنى أن الكفاءة التدبيرية غي حضرة ولم تنفع لا ” وي كازابلانكا ” ولا ّ سمارت سيتي ” وبالعودة للعلامة التعريفية للمدينة لم نعد نراها في أي محفل حتى في المباريات الدولية التي تلعب في مركب محمد الخامس ، سواء تلك التي تجريها الوداد والرجاء أو التي يجريها المنتخب الوطني ، وهو ما يطرح السؤال أين ستظهر هذه العلامة إن لم تظهر في مثل هذه التظاهرات الكبرى ؟ ومتى سيظهر وقع الأموال التي صرفت بشأنها على المدينة ؟؟