العربي رياض
يعتقد الكثير من المتتبعين للمسار الفني لمجموعة ناس الغيوان، أن الأخيرة لم تتطرق للأغنية الوطنية،
على غرار باقي الفنانين المغاربة الذين تفاعلوا مع بعض القضايا ،وعلى رأسها قضية صحرائنا المغربية،
كما فعلت زميلتها فرقة جيل جيلالة التي أدت إحدى أهم الأغاني التي امتحت مضمونها من
هذه القضية وهي أغنية “العيون عينيا” التي أضحت بمثابة نشيد مؤطر للمسيرة الخضراء في سنة 1975 ،
إلى جانب أغان أخرى عرفنا ناس الغيوان تغني فقط عن هموم الإنسان المغربي والعربي،
وابتعدت عن أداء الأغاني التي تتطرق للحديث عن قضايا وطنية، ولكن في الحقيقة كانت “ناس الغيوان “
أعمق في دفاعها عن بلد من خلال أغنية “الشمس الطالعة” التي تنبذ الاستعمار وتحرض الشباب
على الدفاع عن بلده ووطنه، وإن كانت هذه الأغنية في التراث ترددها ”اللعابات” في الدواوير والمداشر،
داعية شبابها ورجالها إلى مقاومة المستعمر ” كلام اللعابات” ستنقحه المجموعة في قالب فني بديع
أثمر أغنية جميلة حققت نجاحا كبيرا، ويبقى المقطع الواضح في باب الدفاع عن التراب الوطني
هو ذاك الذي تقول فيه المجوعة مرددة ما كانت تقوله نساء القبائل إلى أبنائها
“غير ضربو ولا هربو
اللي تهرس ها لكرارس
اللي بغا الجنة يتدنى
للي بغا أولاده يتسوخر …
للي تعمى يبقى تما
علاش حركتوا لمعايزيه
كركر يا لحمام
ونوح في أيام النار
كل قبيلة شادة عتبار
عامك يا عام الجوع
راه قبيلة وزعوا جربوع
عامك يا مريكان
كان موسم ولى قطران”
إذن من عمق الموقف التراثي الراسخ لدى قبائل المغرب التي لا تقبل أن يمس وطنها وبلسان المرأة
المغربية الأبية، قدمت لنا ناس الغيوان هذه التحفة الرائعة، من جهة حرضت المستمع على الدفاع عن تربته وبلده ،
ومن جهة أعلمتنا بأن نساءنا،أي ربات بيوتنا القدامى، لا يقبلن الذل ولا يقبلن الجبناء منا، الذين يركنون للتفرج
حين تمس عشائرهم ووطنهم.
ناس الغيوان ستتطرق فيما بعد ،من خلال أعمالها الفنية، إلى قضية أخرى، قلما تطرق لها
الفنانون والمبدعون المغاربة، وقد نهجت النهج فرقة جيل جيلالة، فالغيوان ستجعل من
موضوع سبتة ومليلية المحتلتين قضية محورية في أحد أعمالها، وقليل من المتتبعين
يعرفون هذه الأغنية التي تقول
عتقوها أمي فلسطين لا تدوزوها
* **
دركوها جنة الخلد لا تفوتـوهـا ………………….حبوها كيف الحياة كاملة جعلوها
* * * *
يا جنة مَا نْبَالِي . . . يوم الملقى لا بد ِيبَان
كل قطرة من دمنا تفور ف حق الإنســـــان
فيهـا الهـدف تبلغ ثورة يرجع الـشـَّـــــــانْ
قسمـــا مـــا يفــــوز صْهَايـْــنْ كَهـَّـــانْ
ولا مَجُوسْ ولا مَبْيُوعْ فْ كُلْ مْكـَـــانْ
* * * *
يَا حَيْفَا يَا فَا … طول الغربة وطول العدوان
يا سبتــة ومليليــة . . . لمدن المسجـونــة
وعنونت هذه الأغنية بعنوان “القسم”، حيث جعلت في عملها الفني، قضية سبتة ومليلية تضاهي
القضية الفلسطينية جيل جيلالة، أيضا ستتطرق لموضوع سبتة ومليلية في أحد أعمالها الفنية،
حيث تصيح مستعيرة لسان مدينة سبتة في أغنية كلاع الضيم
كلاع الضيم آكلاع الضيم
امتى النوبة في
أيا رجا
كل كادح مقهور هميم
راني ف ضيق وشدة وجحيم
راه لحباب تبدلو علي
دير لي تاويل
مداومة ع لبكا عيني
لقلب ف محانو
ما صاب حمية
خلاص
بغيت نعود ونولي لمواليا
أنا وختي مليلية
والجزر الجعفرية
أقرأ التالي
12 أغسطس، 2024
مهرجان ظاهرة المجموعات بمقاطعة الحي المحمدي الدورة الثالثة
20 أكتوبر، 2023
حكاية أغنية القدس لجيل جيلالة
9 أكتوبر، 2023
” مازال الخير ” … با جمال يتغنى بروح إنسانية الوطن
زر الذهاب إلى الأعلى