احتفاء بصوتها وبوطنها المغرب : السوبرانو سميرة القادري تشدو في أكبر مسارح ألمانيا والصين
dade24 | ضاد 24
جلال كندالي
شاركت مؤخرا المبدعة والفنانة القديرة السوبرانو سميرة القادري في فعاليات مهرجان الفنون العربية التي استضافتها جمهورية الصين الشعبية. وقد حضر هذه التظاهرة العالمية ممثلون عن جل الأقطار العربية
عن هذه المشاركة والتجربة الرائدة تقول القديرة سميرة القادري لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إنها متأثرة جدا بهذه المشاركة التي حضرها فنانون مبدعون من مختلف الدول العربية، حيث كان اللقاء بمدينة شانغدو الصينية متميزا على كل الأصعدة، انطلاقا من الاستقبال والاحتفاء بشخصي وببلدي المغرب، إذ لمسنا انفتاح الصينيين على تجارب الفنون العربية، وقد قدمت أربعة عروض فنية مختلفة مثلت بها بلدي المغرب، من خلال تقديم أعمال مغربية ومغاربية، انطلاقا من اشتغالي على التراث بطريقتي كما هو معلوم ومألوف
دعوة الحضور، طبعا، تقول السوبرانو سميرة القادري، لم تكن بمبادرة مني، بل حرص الجانب الصيني على التنقيب والتواصل مع هذه الأسماء المشاركة، وكان الاختيار علي كسوبرانو الذي هو تخصص أكثر منه لقب، ويستوجب دراسة أكاديمية من خمس إلى عشر سنوات، وشاركت إلى جانبي أيضا المغنية الأوبرالية الأردنية السوبرانو زينا برهوم والتينور الصيني wong
وكشفت سميرة القادري في انطباعاتها عن هذه الزيارة الفنية للجمهورية الصينية الشعبية بالتأكيد على أن الجمهور الصيني ذواق وتواق دائم البحث ويحترم ثقافة الآخر، فهم ملمون بالموسيقى العربية عزفا وأداء، ويحفظون عن ظهر قلب الأغاني المغربية والمغاربية والمشرقية، ولكوني فنانة أومن بالانفتاح على تجارب الآخر، لمست ذلك في الجمهور الصيني أيضا، إذ مكنوا كل دولة مشاركة من إبراز ثقافتها وتراثها، وهو ما تم تجسيده فوق الخشبة، وشاركت في مسارح مختلفة، كما قدمت أعمالا فنية مختلفة من ريبرتواري الفني سواء الأعمال التي اشتغلت عليها كمشروع في الغناء الأوبرالي الريكي والذي كان مجال تخصصي في البدايات مع مصطفى عائشة الرحماني في أداء اللغة العربية في قوالب أكاديمية متعارف عليها وغيره، وقد حضر إلى جانب الجمهور الصيني وزراء وهيئات دبلوماسية، وللأسف، تضيف سميرة القادري، أن المشارقة لا يعرفون الشيء الكثير عن إبداعنا، وفي مشاركتي كنت واعية بالجوانب التي علي تسليط الأضواء عليها بصوتي وتقديم التوضيحات اللازمة، خاصة وأن الكل يتحدث باللغة العربية الفصيحة
وسجلت القادري تواضع الصينيين، كما حرصوا على تأثيث حضوري – تقول – على الخشبة بالراية المغربية وبمناظر ملتقطة من مدن مغربية كتطوان وفاس والشاون، وهو ما أثلج صدري وكنت سفيرة وطني من خلال تجربتي ومسيرتي الفنية، فالصينيون – تضيف – السوبرانو يهتمون بالسياحة الداخلية ويؤمنون بالقدرة البشرية والفنية والإبداع بشكل عام، لذا نراهم كيف طوروا ثراتهم وصنعوا آلات موسيقية خاصة بهم ولا ينساقون وراء التجارب الغربية، بل انطلقوا من هويتهم وتجاربهم وحضارتهم ليصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم، إنها تجربة جميلة وجديدة – تشرح القادري- جعلتني أخترق فضاءات أخرى وجمهورا آخر كله شوق إلى هذا النوع من الموسيقى، خاصة إذا كان هناك تجديد وإبداع، وهو ما قدمته للجمهورهناك، خاصة وأن أعمالي الفنية فيها الجديد وفيها ما هو مستنبط من التراث، كما هو مثبت في ريبيرتواري، حيث اشتغلت على الخط المغربي والمغاربي المتوسطي، وأديت بعض الأغاني الأوبرالية، وأنا ضد من يدعي أن هذا النمط الغنائي مستورد، فهو مثله مثل المسرح والسينما التي تبقى فنونا عالمية وليست مقتصرة على الغرب وحده فقط، لذا أحرص على المزاوجة في تجربتي بين الشرق والغرب، والمستنبطة أيضا من تراثنا وهويتنا… وأوضحت سميرة القادريأنها ذهبت بتجربتها الفنية إلى ألمانيا وكانت هي الأخرى تجربة مميزة، حيث تدرس هناك في معهد الموسيقى العريقة، وهناك – تقول – قدمت أغاني الحجاج الموريسكيين مابين الشرق والغرب الذين كانوا ينطلقون من فلانسيا، واشتغلت على نصوص كتبت في القرن السابع عشر إبان تهجير الموريسكيين ، فالفن بالنسبة لسميرة القادري توضح هو رسالة وليس عبثا وتسلية وترفيه مجانيين، وقد اشتغلت على القصائد المحمدية التي تدخل في أدب الرحلات وفي إطار الموسيقى الروحية والصوفية، إذ قدمت توليفة بين الموسيقى والغناء القديم الذي يرجع إلى عصر النهضة وذلك في متحف كولومبيا