كان حفل الافتتاح النسخة السادسة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية لمراكش، عبارة عن ملحمة ملحونية استمتع من خلالها الجمهور الذي حج إلى المسرح الملكي، بمختلف الأغراض والنصوص التي تطرق لها هذا اللون التراثي العريق، عبر مسار تاريخه ، حيث تم إن شاد مجموعة من القصائد تغنت بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم والابتهال إلى الله مرورا بأخرى تطرقت للغزل وأنواع أطباق الأكل المغربية والتفكه وحتى السياحة، من خلال قصيدة “الطائر”، التي تجوب بالمستمع في دروب وفضاءات وحوامي المدينة الحمراء، والتي كان قد نظمها الشيخ الجيلالي امتيرد وهي حكاية طريفة تحكي عن رجل يبحث عن طائره، الذي أطلق جناحيه للريح، وذهب صاحبه للبحث عنه في كل المدينة لتشكل القصيدة وثيقة جغرافية يتعرف من خلالها المتلقي على مختلف الأحياء والفضاءات المشكلة لمراكش
هذه الروائع الفنية قدمتها للجمهور أصوات طروبة مسكونة بحال الملحون من مدينة مراكش ومدن أخرى، منها المنشد المقتدر امحمد الملحوني والمقتدر الفنان العسيكري، المعروف بآدائه الممزوج بالفرجة والبسط والفنان عبد العالي البريكي واسماعيل بوعابد، إضافة إلى أصوات نسائية رائعة، ويتعلق الأمر بالمطربة سعيدة ضيان وسهيلة الصحراوي وسمية الطهراوي.
هذه الملحمة الرائدة قادتها على مستوى العزف والترديد النخبة الوطنية لفن الملحون، المكونة من جوق الشيخ الجيلالي امتيرد وثلة من العازفين والأصوات القادمة من مدن أرفود ومكناس وسلا وأزمور والقنيطرة والرباط برئاسة الفنان القدير محمد الوالي
حفل الافتتاح هذا كان من أوائل حضوره والي جهة مراكش آسفي ورئيس الجهة ورئيس مجلس المدينة وفعاليات ثقافية وفنية وأساتذة جامعيين وباحثين، وقد تم خلاله تكريم الأستاذ الباحث عبد العزيز بن عبد الجليل، الذي تسلم نيابة عنه درع المهرجان المقدم من طرف الوالي ابنه الدكتور نبيل بنعبد الجليل لأن المحتفى به لم يتمكن من الحضور بسبب وعكة صحية ، كما تم تكريم الفنان المايسترو محمدالوالي ، أما تنشيط فقرات هذا الحفل فقد أدارها مدير المهرجان الأستاذ الباحث والإعلامي أنس الملحوني ، سليل عائلة الملحوني الرائدة في عالم الملحون.
المهرجان المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس اختار شعار دورته السادسة “الملحون المغربي دعامة للتعايش وتعدد الثقافات”، وتتواصل فقراته في شقها الفني والاجتماعي والثقافي إلى غاية 28 من هذا الشهر وتتخللها معرض للوحات التشكيلية ببهو المسرح الملكي