تزوجت ياسمين ذات الطلعة البهية والحسن الآخاد، إنتهت قصة الحب والغرام وكان الفتى مدحورا، تهاوت صروح أمانيه بعد صيام طويل، دكت أحلامه الوردية وهو الحريص على صون الوفاء، قضى الأعوام العجاف يرتقب بزوغ القمر في سمائه، يحتسب للحب الجميل، الجميع يعلم حجم الهيام فيي قلب الغلام، يحدثهم عنها في ليالي السمر وأيام الربيع، يشهدهم على الحياة وأحكامها، يطل على الغد من وراء حجاب، مسكين يا شاب، تقطعت أوصالك بعد سماع النبأ، تبكي كالحريم تببل أسمالك، تنفجر غضبا تثور كالبركان، تنهار وتنهض، تموت وتحيا، والصور جميعها تسائلك، القصائد المنظومة على بحر الهوى تقض مضجعك، فاشل لم ينل، منكوب تهينه الدنيا، ومشت ياسمين تفوح عبقا تنير قصر الحليل، تنسى ابن الحي المتيم وتغازل الأسواق، يطير الأثر من دواخلها ولا تذكره إلى سهوا، ترميه عرض السراب، هو والأمل والباقيات الصالحات، يغدو غير الحليم الهادئ، العارف الرزين، يستحيل الحمل وحشا ويرتدي الفنان ثوب الجريمة، لا تفعل يا صاح، تجاهل فالأرض حبلى بالثمار، تناسى الأسى وابحث لك عن أمان، بين حضن دافئ أمين، تزوج سواها ولا تهواها، لا تمت يا فتى فلا تزال فتى، أغلق منافذا يتسلل منها شيطان رجيم، أبعد عنك الأهواء وتمسح برضى الوالدين، لم يسمع لنا عماد، تأبط شرا والموت في عينيه، يطلبها رفيقة ويطلب زوجها صريع، مسه جنون ولوثة، يختفي خلف قناع والليل بهيم، نام عساس الحي وباب العمارة مفتوح، أدراج تفصل الفتى والحرام، كاللص المحترف يدخل الشقة يتحسس غرفة الغرام، شيء في صدره يمنعه والعقل أفسدته العقاقير، كيف له السكون والياسمين بياض بعيد، وجدها نائمة تكتسي الحرير، تلمع كالنجم وثغرها ضحاك، والبعل يغط في سبات أفحمه الياسمين، لا يا عماد لا تفعل، أعد السيف إلى غمده ولا تضعه في قلب النعسان…فعلها وهي حالمة تسابق الفراشات وتحيك لأبنائها الأزياء، قتله وياسمين لا تدري أن الحبيب الأول جعلها أرملة وهي في العشرين، تلطخت يداها بالدم وقالت هذا حلم قبيح، إفتحي عينيك ياسمين، أنظري الغريمان المتبارزان، هذا في القبر وذاك في النار، تمزقه أسواط غضبك، تدميه أشواك الياسمين