#أخبارالرئيسيةجهاتجهة الدارالبيضاء سطات

كاريزمة ساجد، وجيوش العماري!

#العربي_رياض

باستثناء ثلة وفية وقليلة عدديا، كان #محمد_ساجد رئيس #مجلس_مدينة_الدارالبيضاء السابق، يدير أمور #الشأن_المحلي محاطا بأغلبية عددية ضعيفة وفي نفس الوقت متقلبة، إلى درجة أنها كانت أشرس #معارضة له في أحايين كثيرة من المعارضة الرسمية له.

ترك لوحده خلال محطات عديدة، خاصة عندما أفرد #الملك #محمد_السادس جزءا من خطابه في افتتاح أشغال البرلمان سنة 2013 حول #الدار_البيضاء ووجه انتقادات قوية لعملية تدبير هذه المدينة التي أرادها أن تكون #عاصمة #المال و #الأعمال .

#المعارضة خلال ولايته كانت قوية بأطروحاتها خاصة وأنها مكونة من أطر اتحادية واستقلالية لها تمرس كبير في هذا الجانب كما كانت تتوفر على رؤية للكيفية التي يجب أن تكون عليها #الدارالبيضاء .

مع هذا كله، كان محمد ساجد مسلحا بشيئين اثنين وهما الكاريزما الملفتة والعزيمة القوية، لإنجاز مايمكن أن ينجزه، تاركا ورائه انتقادات الحلفاء، وبالفعل تمكن من تسطير العديد من المشاريع الكبرى التي غيرت ملامح المدينة وهو الحلم الذي لم يتوقف عن تحقيقه من سبقوه من حزبه على رأس الدار البيضاء، كما أنجز المداخيل الكبرى المستقبلة للوافدين للمدينة من كل الإتجاهات، كما أنجز الممرت التحت أرضية وتوسيع الطريق السيار، وقام بتأهيل المنطقة الصناعية للبرنوصي، وأسهم في إنجاز “نيرشور” والمدينة المالية بالحي الحسني، بالإضافة إلى إنجازات أخرى منها أساسا المحول المائي للبرنوصي وغيره… أكثر من هذا وذاك، لم تكن شركات التنمية المحلية المحدثة آنذاك لمتابعة الأشغال الكبرى تستقوي عليه، لأن الرجل كان مسلحا بالمعرفة وهو من حدد الأهداف الأساسية التي تحتاجها العاصمة الاقتصادية، لذلك كان مدراء هذه الشركات يظهرون أمامه بمظهر التلاميذ ويراعون حجمهم أمامه تماما.

أذكر هنا واقعة طريفة، عندما تم استقدام مدراء شركات التنمية المحلية من طرف السلطات، قام الرجل باختبارهم، مطالبا إياهم بإنجاز برامجهم، كان تقديم هذه البرامج كارثيا بكل المقاييس، ليجيبهم بأن أصغر موظف بالجماعة الحضرية للدار البيضاء يمكن أن يقدم برنامجا أكثر تطورا مما قدموه.

كان #ساجد وهو يعمل، يبدو بصورة “الدانكيشوط” الذي يحارب الطواحين والانتقادات من كل الاتجاهات، خاصة من المقربين والحلفاء، لكن عندما غادر كرسي الرئاسة، انتبه الجميع أن ولايته كانت زاخرة بالمحطات والمشاريع والمنجزات لازال بعضها الذي تركها في طور الإنجاز لم تكتمل إلى حدود الآن، أي بعدما تمكن حلفاء الأمس من أخذ كرسي الرئاسة بدلا عنه.

رئيس المجلس الحالي #عبد_العزيز_العماري ، رجل لبق حقيقة، مسلح بجيش أغلبي لامثيل له، حزبه يسير 13 مقاطعة من ال 16 المؤثتة للعاصمة الاقتصادية، سيفاجئ المتتبعون خلال عرض أمام حزبه، المثير خلاله أن فسخ العقدة بشكل ودي مع شركة النظافة ” #سيطا البيضاء ” يعد “نصرا” لفريقه؟!

وهي أهم حصيلة قام بها خلال تدبيرة لمدة سنتين لشؤون العاصمة الاقتصادية.

ولنا أن نتصور هذا “الانتصار” أي فسخ العقدة بشكل حبي، فمن أوكل للرجل أن يفسخ العقد بشكل حبي وأسطر على كلمة حبي، قد يكون هناك ديون مترتبة على تلك الشركة أو جزاءات مالية بذمتها لم تؤديها  إلى خزينة المدينة، فمن سمح له بأن يسمح في الحقوق المالية لخزينة الدار البيضاء؟

كنا بالفعل ننتظر أن يقدم انتصارات من قبيل القضاء على #الأزبال بصفة نهائية، أو القضاء على العجز المالي الذي تعانيه الجماعة الحضرية للدار البيضاء والذي تسبب للمقاولات المتعاملة مع الجماعة في كوارث مالية، أو أنه استرجع جزءا من الممتلكاتلضج مداخيلها المالية في الميزانية العامة للمدينة، أو على الأقل أن يفلح في إتمام مشروع من المشاريع التي تركها سلفه في طور الإنجاز.

بأغلبية ساحقة ولحدود سنتين لم يفلح #العماري إلا في تقديم تفويتات المجلس إلى شركات التنمية المحلية التي أضحت بمثابة المتحكم المالي والآمر والناهي، حتى أن بعض مدرائها لايتشاورون لامع العماري ولا مع أغلبيته خلال مباشرتهم لبعض الأعمال “إصلاح مركب محمد الخامس نموذجا”.

الأدهى من هذا وذاك، لم يقدم العماري إلى حدود الآن برنامج عمله ليرسم معالم استراتيجية عمله الفعلية، هذا في الوقت الذي ينص فيه المشرع على تقديم برنامج العمل في أجل لايتعدى سنة من التدبير، الآن تعدى الرجل سنتين من التدبير ولم يقدم معالم هذا البرنامج.

لنجد اليوم أنفسنا أمام مفارقة غريبة ينتصر فيها مفهوم “دانكيشوط” على “جيش” أغلبي لايقهر عدديا.

في تاريخ #المدن #المغربية ، نجد أن لكل حزب من الأحزاب الوطنية بصمة معينةلها وقعها السياسي والعملي والعلاماتي، فحينما نتحدث عن معلمة “لاكازابلانكيز” مثلا، لابد أن نستحضر روح المرحوم مصطفى القرشاوي الذي صارع “الطراكسات” كي لاتهدم هذه المعلمة، وإذا تحدثنا عن منطقة عين الذئاب لابد أن نذكره بمعية المرحوم عزيز بلال، وإذا انتقلنا إلى أكادير أو فاس او مدن الشمال أو برشيد، لابد أن يذكر حزب من الأحزاب التي أسهمت في تشييد معالم هذه المدن وحولها إلى مدن حقيقية من خلال معارك صدامية خطيرة سواء مع #ادريس_البصري في تلك المرحلة أو مع اللوبيات المستفيدة من خراب المدن.

اليوم فعلا #حزب #العدالة_والتنمية حقق انتصارات عددية في مختلف المدن، لكنه لم يترك إلى حدود الآن أي بصمة أو لمسة تتوج قوته السياسية العددية تكون علامة عبر الزمن توحي بأنه مر من هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى