الرئيسيةجهاتجهة الدارالبيضاء سطات

جمعويون يستعرضون مشاكل التعليم وسلبيات “الساعة الإضافيةّ” في لقائهم مع عامل مديونة

جمال بوالحق

التقى عامل مديونة، هشام العلوي لمدغري، مع فعاليات جمعوية، تنشط في المجال التربوي بمديرية التعليم بالإقليم، وذلك يوم الاثنين 5 نونبر الجاري بمقر العمالة، المتواجد بتيط مليل . فبعد افتتاحه لأشغال هذا اللقاء التواصلي مع هذه الجمعيات، أكد عامل الإقليم، على أهمية قطاع التعليم كمنظومة تهمّ مختلف الشركاء، يجب على الجميع الانخراط فيها، وتوحيد الجهود في شأنها، ودعا جمعيات الآباء والأمهات، التي “اعتبرها” الشريك الأول والاستراتيجي بمؤسسات التربية والتعليم، للنهوض بهذا القطاع في الإقليم، مؤكدا في ثنايا مداخلته، على أن أبوابه مفتوحة لمناقشة المشاكل المطروحة والانكباب على إيجاد حلّ لها

وفسح المجال بعد ذلك لمداخلات رؤساء الجمعيات الفاعلة في القطاع، التي اسْتُهلَت بمداخلة محمد بوفدام، رئيس جمعية أباء ثانوية حسان بن ثابت بواد حصار،الذي اعتبر جمعيات الآباء بمثابة “دينامو” محرّك لمنظومة التربية والتكوين، لكن للأسف ، يُنظر إليها في الغالب، بمنظور المقاولة الصغيرة داخل كل مؤسسة تربوية، رغم أن أغلبها لا يتوفرون على مقر يمكنهم من العمل بكل حرية، لذلك طالب بضرورة توفير فضاءات لاشتغال هذه الجمعيات

وفيما يخص التوقيت الجديد أشار بوفدام، على أنه كان بالإمكان أخذ ولو مهلة للاستشارة وبحث سلبيات القرار مع جميع الأطراف المتدخلة في منظومة التربية والتعليم. وأكد على أهمية توفير الأمن في محيط المؤسسات التعليمية، التي يكثر فيها الغرباء من أصحاب الدراجات النارية والسيارات؛ من أجل التحرش بالتلميذات،وطالب الجماعات المحلية بتأهيل فضاءات المِؤسسات التعليمية ومحيطها؛ لأن التعليم مسؤولية الجميع على حد قوله

أمّا عبد المجيد معمري، رئيس جمعية آباء إعدادية عبد الواحد المراكشي وكاتب عام الفدرالية الإقليمية للتعليم، فطالب بتوضيح من طرف المدير الإقليمي، فيما يخصّ الصيغ المعتمدة في التوقيت المدرسي، بعد الإبقاء على الساعة الإضافية كما جاء في المذكرة الوزارية عدد 157/18 والتي لا تتلاءم مع طريقة تدريس بعض المواد العلمية، كعلوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء.
وطالب أيضا بتوضيح بخصوص مشروع مدرسة الفرصة الثانية الخاص بالتلاميذ المنقطعين عن الدراسة، والذي وُقعت في شأنه اتفاقية شراكة مابين المديرية وجمعية الكرامة، التي ستتكفل بتدبيره، والذي مازال مجرد مشروع موقوف التنفيذ

وتطرق معمري أيضا لمشكل تلاميذ الباكالوريا، الذين تمّ ترسيبهم في السنة الماضية؛ بسبب ما “اعْتُبرَ” غشا وقع في مادة الانجليزية،حيث وصف نفس المتحدث هذا الترسيب بالتعسف والظلم، الذي مُورسَ في حق التلاميذ،البالغ عددهم 51 تلميذ وتلميذة، من طرف مصحّح مادة الانجليزية . وتحدث أيضا عن ما“ اعتبره” مشكل النقص في الموارد البشرية خصوصا في مادة التربية البدنية، التي تمّ حذف أنشطتها على حد قوله . وأشار كذلك في محتوى تدخله إلى هزالة الوجبات المقدمة في المطاعم للتلاميذ،والتي بالكاد لا تتجاوز “ربع خبزة” مع قليل من العدس أو اللوبيا. وأكد في اختتام تدخله على ضرورة إجراء الامتحان الجهوي الموحد لتلاميذ مستوى التاسعة من التعليم الأساسي بنفس المؤسسات التعليمية، التي يدرس فيها التلاميذ، وليس في مؤسسات أخرى، تجنبًا لإرهاق التلاميذ وأوليائهم على السواء

أمّا عبد الإله الحرشي، رئيس جمعية ابن الرومي، فقد تطرق لغياب الوسائل الديداكتيكية المساعدة على ممارسة العملية التربوية والتعليمية بالشكل المطلوب، وأكدّ على وجود صبورات مهترئة بإعدادية الشاطبي، ووجود صفقات مشبوهة بخصوص الطباشير،الذي يفتقد إلى الجودة، وفق تعبيره. وطالب بالكشف عن مصير المبلغ المخصص للمديرية، من أصل 40 مليار درهم، فيما يتعلق بالبرنامج الاستعجالي“ واش مشات حتّا هي في عفا الله عما سلف” على حد قوله. واتهم المديرية بنهج الحلول الترقيعية، فيما يتعلق بتقليص البنية لبعض المؤسسات التعليمية، من خلال ضمّ الأقسام والمواد المتآخية

أمّا مداخلة حسن ميساوي، رئيس جمعية الهلالات2 فقد كانت بصيغة تساؤلية حول عدم إيفاد لجنة من طرف عامل الإقليم كان قد وعد بها؛ من أجل تفقد المشاكل، التي تعاني منها مختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم ؟؟
وأجمعت في الأخير مختلف المداخلات، على وجود عدّة مشاكل تطال منظومة التعليم بالمديرية، يزيد من حدتها أنّ الوزارة رفعت أيديها عن القطاع، وجمّدت الدعم الموجه إلى مؤسسة التدبير، وأصبح الجميع يعتمد على مداخيل جمعيات الآباء؛ من أجل الاستجابة لكل المشاكل الطارئة، وتفعيل مختلف الأنشطة السنوية

واختتم عامل الإقليم فعاليات هذا اللقاء بالتأكيد، على أنّ ما تمّ التطرق إليه من مشاكل، يمكن التغلب عليها، وعلى أن جمعية الآباء، هي شريك فعلي وأساسي في إطار التواصل مع السلطات ،ومديرية التعليم ،والمجالس المنتخبة، وأشار إلى المجهودات التي قامت بها السلطات الإقليمية من أجل توفير أسطول من الحافلات مخصّصة للنقل المدرسي بالعمالة. ووعد بعقد لقاء مع مندوبي الصحة والتعليم؛ من أجل تحسين الخدمات الطبية والتعليمية التربوية، ودعم التعليم الأولي

وارتباطا بنفس الموضوع دائما، عبّرت بعض جمعيات الآباء عن تذمرها من عدم توجيه الدعوة لها لحضور أشغال هذا اللقاء، من بين هذه الجمعيات، جمعية أباء مدرسة لهلالات1 التي استغربت من هذا الإقصاء، رغم أنّها تعتبر من الجمعيات الفاعلة في القطاع، حسب قول رئيسها عزيز العماري، وتعاني هي الأخرى من عدة مشاكل، تحول دون السير العادي بهذه المؤسسة التربوية من بينها مشكل النقل المدرسي، الذي راسلوا في شأنه عامل الإقليم، وقلة الأقسام المبنية، بدل الاعتماد على أقسام غير لائقة، وانعدام سور يحمي حرمتها، ويقي تلاميذها وأطرها التربوية، بعد تعرض السور الحالي للهدم. وأشار عزيز، على أنّ عدم توجيه الدعوة إليه، فوّت عليه فرصة عرض هذه المشاكل على عامل الإقليم؛ من أجل الانكباب على إيجاد حلّ لها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى