إعلام وفنونالرئيسية

الخلوفي : أزيد من 20 ألف شخص حضروا مهرجان الأندلسيات الأطلسية

أسدل الستار مؤخرا على فعاليات الدورة الخامسة عشر لمهرجان الأندلسيات، الذي احتضنته مدينة الصويرة من 25 إلى 28 أكتوبر الأخير حيث شهد فقرات فنية جميلة منها فن التراث اليهودي والموسيقى الأندلسية، وألوان أخرى قدمها نخبة من المطربين والفنانين الوازنين سواء في المغرب والمغرب العربي، وكان حفل الاختتام بهيجا، إذ اختار منظموه أن تستقبل الخشبة، الفنانتان القديرتان الحاجة الحمداوية ورايموند البيضاوية

عن أجواء المهرجان وفقراته، ومدى نجاحه، أجرينا هذا الحوار مع مدير المهرجان الفنان عبد السلام الخلوفي

العربي رياض

– أرجو أن تضعنا في الأجواء العامة للدورة 15 للمهرجان حتى نكون فكرة عنها

• كما يقولون المناسبة شرط، بلوغ المهرجان محطته الخامسة عشرة، ألزمتنا أن تكون الدورة استثنائية بكل المقاييس، على صعيد البرمجة الفنية وعلى صعيد الضيوف وعلى مستوى الحضور الجماهيري، عقد ونصف من عمر المهرجان، يعني أنه وصل لمرحلة النضج، وغير مسموح له بأن يقدم مستوى غير مرغوب، لذا حرصنا كإدارة فنية بتنسيق مع جمعية الصويرة موكادور، أن نعد العدة لهذه النسخة منذ شهور عديدة، حيث أخضعنا البرمجة لتمحيص وتدقيق، جعلاها تخرج بالشكل اللائق وتحقق كل هذا الصدى، وكل هذا الإشعاع وطنيا ودوليا

إذ انعقد مهرجان الأندلسيات الأطلسية في دورته الخامسة عشرة، في الفترة الممتدة ما بين 25 أكتوبر و28 منه. تحت شعار: إنعاش الذاكرة والاحتفاء بمغرب التسامح وقيم العيش المشترك، وتوزعت أنشطة المهرجان على ثلاث فضاءات:

• دار الصويري: الندوات الفكرية الصباحية / العشيات الموسيقية/ الأماسي الروحية بعد منتصف الليل

• بيت الذاكرة: لحظات موسيقية عند الزوال

• المنصة الرئيسية: شهدت ثلاث سهرات كبرى، الافتتاح شارك فيه حوالي 100 فنان، جوق البريهي بقيادة الحاج أنس العطار وكورال ولوعي الموسيقى الأندلسية والمنشد أحمد مربوح والفنان حي كركوس وأيقونة الملحون سناء مرحتي والفنان بنجامان بوزغلو، وضيف الشرف عبدالرحيم الصويري/ الليلة الثانية: مغني الفلامنكو الشهير كورو بنيانا وفرقته في الجزء الأول، وسفر مغاربي في الجزء الثاني، بمشاركة: المغربية حياة بوخريص والجزائرية ريم حقيقي والتونسية سيرين بنموسى وبحضور ضيف شرف كبير الفنان العالمي أنريكو ماسياس/ ليلة الاختتام: فرقة أندلسيوس وكورال بيوت في ربرطوار مغربي أصيل يستحضر التراث الروداني في شقه العبري، ثم لقاء السحاب بين أيقونتي الغناء الشعبي المغربي الحاجة الحمداوية وريموند البيضاوية

– أنتم الآن في تجربتكم الثالثة لمهرجان إدارة الأندلسيات، نريد تقييما للدورة الأخيرة
الحصيلة جد إيجابية، والمقياس الحضور الجماهيري الكثيف لكل فعاليات الدورة، بالرغم أنها تنظم بشكل متلاحق، صباحات النقاشات الفكرية، والعشيات النديات الحسان، بتعبير الشاعر مصطفى عبدالرحمن بدار الصويري وبيت الذاكرة، ثم السهرات الرئيسية الكبرى، فالليالي الروحية بعد منتصف الليل، ليس سهلا أن يحضر في مهرجان موضوعاتي، وبفنون أصيلة، جمهور يفوق 5000 شخص يوميا، هذا مؤشر كبير على نجاح الدورة

في مهرجان الأندليات الأطلسية، دائما نقدم أطباقا فنية فريدة وغير مسبوقة، بل غير متوقعة، فالوصلات تؤدى بشكل فردي أو ثنائي أو ثلاثي أو بالمجموعات الصوتية، لأننا اخترنا أن يكون المهرجان مبدعا خلاقا، لا يجتر السائد والمعروف، وأعتقد أننا نجحنا في هذا الرهان، فاللوحة المغاربية التي قدمتها المغربية حياة بوخريص والجزائرية ريم حقيقي والتونسية سيرين بنموسى، تبعث رسالة واضحة من الصويرة، ملخصها: المغرب الكبير قدره الحتمي الوحدة، ولقاء الحاجة الحمداوية وريموند البيضاوية يحمل أكثر من دلالة، ويذكر بالمغرب المتعايش

– ماهي اللمسات التي بصمتموها عند توليكم إدارة المهرجان

لي كل الشرف أن أدير فنيا مهرجانا بهذا الحجم، من حجم الأندلسيات الأطلسية، عندما انضممت لفريق العمل النشيط، وجدت كل الدعم والتشجيع، سواء من السيد المستشار أندري أزولاي الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أو من السيد طارق العثماني الرئيس المنتدب أو من السيدة الكاتبة العامة كوثر شاكر، كان لزاما علي أن أمهر المهرجان ببصمتي الخاصة، لابد أن أستفيد من خبرتي في المجال الموسيقي بحثا وممارسة، لما يفوق 35 سنة، ولابد أن يكون لتمرسي في إعداد البرامج والسهرات الفنية على مدى عقدين، أثر على عملي في المهرجان، لذا فدوري لا ينحصر في اختيار الضيوف، وإنما يتعداه في تمحيص المواد الفنية واحدة واحدة، أنتقيها بعناية لأرصها كجواهر العقد، فلابد أن تكون العروض منسجمة ومتناغمة ومتكاملة، ثم إن انتقاء من يشارك في الثنائيات والثلاثيات، يحتكم للعلم الموسيقي المحض، إذ لابد من اختيار الطبقات الموسيقية المناسبة، وما يلائم كل صوت، حتى يبرز في أحسن حلة، لا أترك شيئا للصدفة، الكل يعد سلفا، وأنسق شهورا مع الفنانين، وأوجههم وأحضر تمارينهم، أمر آخر أردت التميز به هو إبداع أغان خاصة بالمهرجان، فلا نريد أن نكرر السائد، ففي كل دورة نبدع شيئا جديدا، يميز المهرجان، ويجعله متفردا في هذا الأمر

– لماذا التركيز على الاحتفاء بالمكون اليهودي بالمهرجان، هل للأمر علاقة بكون المهرجان ينظم في الصويرة

فلسفة المهرجان تنبني على الاحتفاء بثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر، نريد أن نسترجع قيمنا الأصيلة التي تربى عليها المغاربة، ثم لا ينبغي أن نغفل أن الدستور المغربي، كان حاسما في مسألة الهوية، إذ جعل لها مكونات وروافد، ومن روافد هذه الهوية الرافد العبري. الصويرة شأنها كشأن العديد من المدن المغربية، جسدت وتجسد ذلك التناغم الحاصل بين مكونات المجتمع المغربي، مسلمين ويهودا، وهي لازالت تحفظ العهد، وتسير على نفس النهج، لذا فطبيعي جدا أن يكون المكون اليهودي حاضرا في هذا المهرجان

– ما المغزى من تنظيم حفلات إن صح التعبير حميمية بدار الصويري علما أن للمهرجان منصة رئيسية للعموم

كما ذكرت الجانب الموسيقي في المهرجان، توزع على ثلاثة فضاءات، في العشايا بدار الصويري وبيت الذاكرة، وليلا بالمنصة الرئيسية، كل هذه الحفلات كانت مفتوحة للعموم، فمن لايسعفه الحضور ليلا، يستمتع عشية بالعديد من نجوم الدورة، ثم لا ننسى أنه في دار الصويري، نتبنى سياسة القرب، إذ كثيرا ما يختلط أداء الفنان بأداء الحضور، فنتشارك لحظات الفرح الجماعي، وهذا من أنبل أهداف المهرجان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى