إعلام وفنون

سطات تختتم فعاليات مهرجانها الوطني التاسع للوتار

حمدالله :لي علاقة خاصة بهذا المهرجان ويكفي أن والدي تم تكريمه في أول دورة

جنات مهيد فناتة مقتدرة مرحب بها في أي وقت ولامانع لدينا في أن تعيد غناء “إيناس إيناس “

جلال كندالي

رغم كل الإكراهات خاصة  المادية  منها التي واجهت  تنظيم  الدورة  التاسعة  للمهرجان الوطني  للوتار  ،إلا  أن  جمعية  المغرب العميق لحماية التراث ،  بدعم من جهة الدارالبيضاء- سطات ووزارة الثقافة، وبإيمان  رواد  هذه  الآلة المغربية  الأصيلة صنعا  وعزفا، بالفكرة  والرهان  الموكول  على  عاتقه خدمة  لهذا  الصنف  الإبداعي  المغربي  القح  ،الذي  يعبر  عن  الهوية  المغربية  بكل  روافدها، استطاعت الجمعية   أن  تكون  في الموعد  ،وتجدد  اللقاء  مع المجموعات  الغنائية  من مختلف  المناطق المغربية  من الرواد  والشباب  على حد سواء  ،وكذلك  مع  الجمهور  الغفير  الذي  جج  لمتابعة  فقرات  برنامج  هذه  الدورة  ،والذي  يقدر  بالآلاف. بالإضافة إلى زخم المتابعة  الإعلامية  محليا  و وطنيا  وعربيا   .كل  ذلك  يدعو  الجهات  التي  لها  علاقة  بالموضوع  إلى  احتضان ودعم  هذا  المهرجان  ،كما دعت  إلى  ذلك  في الجلسة  الافتتاحية  جمعية المغرب العميق لحماية التراث  ،وشدد  أيضا  على نفس  المسعى الرواد والشباب.

المهرجان  الوطني للوتار  التي احتضنته  مدينة  سطات  على مدى  ثلاثة  أيام  ،تميز  بتكريم  الشيخ  جمال الزرهوني الذي يعتبر  من رواد  هذا  الفن  الأصيل  ،وأعماله  الغزيرة  بالإضافة إلى البحث  التي  عرف  عنه  في هذا  الحقل  الفني  يشهد بذلك  .إذ حرص  على  مواكبة  المهرجان  منذ  دورته الأولى  التي  شهدت  تكريم  الراحل  المبدع  محمد  رويشة  ،لتتوالى  تكريمات الرواد كل سنة.

هذه  الدورة  ،عرفت  مشاركة  العديد  من  المجموعات  ،حيث  تناوب  على منصة  المهرجان  أسماء  فنية كبيرة  سواء  من الرواد أو  الشباب  ،وهو  ماراهنت  عليه جمعية المغرب العميق لحماية التراث  منذ لحظة  التأسيس. وتعانقت نغمة  لوتار  مع الأصوات المبدعة باللهحة المغربية والأمازيغية والحسانية ، وفي ذلك تجسيد عملي  للاحتفاء  بالهوية المغربية  بكل  روافدها  ومكوناتها  ،وهي  رسالة  أخرى  حرص  القيمون  على  هذه  التظاهرة  الفنية  على خدمتها.

الجلسة  الافتتاحية  التي  كان عريسها  جمال الزرهوني  سواء  لحظة التكريم  أو  الغناء  صحبة  أصوات  مبدعة أخرى  وفي مقدمتهم   الفنان  المبدع  عابدين  ،شهدت  حضورا  مكثفا  للجمهور  المتعطش  لهذا  اللون  الإبداعي ،كما عرفت  هذه  الدورة  التاسعة  حضور  مجموعات  أخرى مثل  مجموعة  “أهل زوان ” الحسانية ومجموعة  الشاب  الواعد  نوح الكانوني  ومجموعة  خوت  لبصير  ومجموعة  محمد  الكرواني  ومجموعة  الشرفاء  البهالة  ومجموعة  أولاد  مولاي  أحمد  والفنان  رشيد  عابدين  ومجموعة عبدالكبير اللوز ،لتختتم  فقرات  هذه  الدورة  مع مجموعة  حمد  الله رويشة  الذي  تغنى  بأجمل  أغاني  والده  المرحوم  محمد  رويشة  ،وسافر  بالجمهور  إلى  عوالم  النغمة الراقية   والكلمة المتزنة والعميقة ،سواء  بالدارجة  المغربية  أو  الأمازيغية  ،وفي تصريح  لجريدة الاتحاد الاشتراكي  كشف  حمد الله رويشة عن سعادته  الغامرة  وهو  يشارك  لثالث  مرة  في هذه  التظاهرة  الفنية  ،التي  تعنى بآلة  لوتار  وبالفنانين  الأشياخ  الرواد  والشباب، وأضاف  حمدالله رويشة  أن  والده  محمد  رويشة  رحمه  الله  ،كان  له  عطف  خاص  على  هذا  المهرجان  ،وقد  تم  تكريمه  في أول  دورة  وسط  دفء  الجمهور  ،وأوضح  حمدالله رويشة  ،أن  المهرجان  يتطور  سنة  بعد  أخرى  معبرا  عن سعادته  الغامرة  وهو  يتلقى  حفاوة  الجمهور  الغفير  الذي  استقبله وتفاعل  مع أغانيه ،وهذا  يضيف  ما  أثلج  صدري  ،رغم  أنني  اعتبر  سطات  مدينتي  الثانية  ،وأصبحت  هناك  علاقة  خاصة  بها  وبجمهورها  الراقي  ،وتمنى  نجل  الفقيد  محمد  رويشة  أن  يكون  في مستوى  المسؤولية  التي  تركها  والده  على عاتقه  ،خدمة  لهذا  الإرث  الذي  خلفه  وراءه  الفقيد ،وكشف  في ذات  التصريح  أنه  يستعد  لإعادة  بعض  الأغاني  التي  أداها  والده  بتوزيع  جديد  وبطريقة  جديدة  وآلات  جديدة  أخرى .والبداية  ستكون  بأغنية  “يا الطاير  اللي  ف السما” وذلك  عن طريقة فيديو كليب.

وشدد  حمد الله  على التجربة  التي  جمعته  بالفنان  القدير  عابدين  ،من خلال ديو  ،حيث تم  أداء  أغنية  “من نهار زماني  غدر دقيت  بيبان صحابي  حتى واحد ماظهر  ولا لقيتو  ف جنابي ” “التي  هي  أغنية  بالدارجة  المغربية  للشيخ  عابدين ،في حين  توليت  أنا  أداءها  بالأمازيغية  ، وعن  رأيه  حول  الأغنية المغربية  الجديدة  أو  الشبابية  ،أوضح  حمد الله  أن  هناك  تطور  كبير  في هذا  المجال  ،مما جعل  الأغنية  المغربية  تتجاوز  حدود  الوطن.

وعن  أغنية  “إيناس  إيناس ” وإعادة  أدائها  من طرف  الفنان  المصري  المقيم  بالديار  البريطانية  حمزة نمرة،عن ذلك  يجيب  ،لقد  اتصل  بي وزارني في منزلنا من أجل  أن  يعيد  غناء  هذه  الأغنية ،حيث  لم  يكن  لنا  أي  اعتراض  في هذا  الباب  ،بل الأكثر من ذلك  قمنا  بتشكيل  كلمات  الأغنية  حتى  يتمكن  من نطقها  بشكل  سليم ،وبالفعل لاقت  صدى  ونجاحا  كبيرين  ،فحمزة نمرة  يقول  حمد الله رويشة  ،فنان  مثقف  وله  رؤية  فنية  ،همه  خدمة  التراث  الخاص  بكل  البلدان  العربية، فعلا  كانت  مغامرة  حقيقية  ،وقد  استطاع كسب  هذا  الرهان  ،وهو  فخر  لنا  جميعا  ،وفي   سؤال  خاص  بجريدة  الاتحاد الاشتراكي  حول  رغبة  فنانين  آخرين  لإعادة  غناء  “إيناس  إيناس ” خاصة من طرف الفنانة  جنات  مهيد  ،عن ذلك  يقول   حمد الله رويشة، بالعكس  الفنانة  جنات  فنانة  مقتدرة  ومرحب  بها  في أي  وقت  ،ولامانع  لدينا ،بل هو شرف لنا   ،وهذا  الإرث الذي  خلفه  المرحوم محمد رويشة إرثنا  جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى