#أخبارالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيةحزبيات

الاتحاد عصب السياسة

العربي رياض

لن أذكر هنا بتاريخ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومساره الحافل في الفعل السياسي النبيل، وكيف كان حاضرا ومنافحا في الأوقات الحرجة والصعبة التي عرفها المغرب. وكيف تعامل بنكران ذات كلما اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، رغم المعاول ورغم التحرش… كانت هذه “الزاوية” السياسية تعبر عن موقفها ورأيها، ولاتبخل بإمداد يدها لتقويم مايجب تقويمه.
لن أذكر أيضا برقي وكفاءة قادته وغير قادته والأدوار التي لعبوها في شتى المحافل والمحطات، ليكون علم المغرب ممدودا في اتجاه السماء.
أعتقد أن العديد من الوصفات قدمت في الساحة السياسية المغربية. منها ماجهز على عجل أو على عجل جدا، ومنها ماغلف بإيديولوجيا تعود للوراء ومنها ومنها… لكن كل هذه الوصفات لم تكن مستساغة سواء في الشارع وحتى في دواليب الإدارة، أو أنها لم تؤت أكلها المنشود بفعل قصر الرؤية.
الاتحاد ومن خلال استراتيجية النضال الديموقراطي، كان مقنعا في الكثير من الأزمنةالتي عقبت الاحتلال الفرنسي، حتى لما سنحت له فرصة قيادة الحكومة أيام عبد الرحيم بوعبيد وبعده عبد الرحمان اليوسفي، تمكن من إعطاء الدروس في الآداء العلمي للمؤسسات والإدارات التابعة للحكومة، عرف الاقتصاد الوطني انتعاشا كما عمل على إزالة الاختناق الاجتماعي. بدليل أننا وعلى مر الزمن المغربي الحديث، نتحدث عن باقي الحكومات بأسف، ونمجد الحكومات التي كان فيها الاتحاد فاعلا، وإن لم نمجدها، نفتح حولها نقاشا. هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة، ثم لاننسى أن روح الاتحاد تشبع بها حتى من هو ليس منخرطا في الحزب، لأن الأخير طيلة عقود، أشاع ثقافة الديموقراطية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وغيرها من الأفكار النبيلة التي يؤمن بها الإنسان كإنسان، وليس فقط من له خلفية سياسية، وأعتقد أن هذه هي قوة هذه الزاوية، التي لاأعتبرها شخصيا حزبا، وإنما حركة، ضمت الفكر الإسلامي واليساري واليساري “المعتدل” والكادح والفقير والغني والموظف والعامل وغيره. إذ مالذي سيجمع بين كل هؤلاء لولا فكرة واحدة وهي العدالة، وجعل الشخص المناسب في المكان المناسب، وإتاحة الفرصة للجميع للإسهام في العطاء لبلده لما فيه خيرها. لذلك لايمكن لأي متتبع للزمن المغربي، إلا أن يستخلص بأن الاتحاد ومعه قوى اليسار طبعا، يبقى العمود الفقري للسياسة في هذا البلد.
إن كنا دائما نتحدث عن الآداء الحكومي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فإننا نغفل الآداء التدبيري للمدن، التي تعد المنبع الذي يتغذى منه الاقتصاد. فبإطلالة على مسار البلديات منذ إحداثها، سنجد أن الاتحاد بمعية الأحزاب الوطنية الكبرى، أسهم في تحديث المدن، وخلق للخزينة أوعية مالية مهمة، نذكر هنا المعاريف وعين الذئاب على الخصوص، بالبيضاء هاتان المنطقتان التان تعدان أسمى ماتفتخر به هذه المدينة الغول ونذكر مدن الشمال برمتها وفاس وأكادير وبرشيد والرباط وبن احمد والمحمدية والعديد من المدن. التي كان فيها تدبير أعضاء هذا الحزب ناجحا على كل المستويات، رغم الصعاب والإكراهات وندرة الموارد المالية، وحتى إذا انتقلنا إلى الثقافة سنجد أن يد الحزب كان لها الوقع الإيجابي، ولعل مهرجان الرباط وأكادير وربيع المعاريف… ستظل شاهدة على ذلك. دون المرور إلى عالم الإعلام وغيره من القطاعات، التي تحدث عنها الكثيرون خاصة في مجال حقوق الإنسان.
أخذا بكل هذا لايمكن إلا أن نخرج بخلاصة واحدة وهو أن الاتحاد خزان حقيقي للكفاءات والأفكار، ولاتستقيم السياسة بدونه، ولنا أن نعرج اليوم عن البلديات التي لاتوجد فيها معارضة اتحادية، كم هي باردة برودة القطب الشمالي.
حتى لانهدر أوقاتا أخرى، في ظل السرعة التي يسير بها العالم. أعتقد أن الاتحاد يبقى النمودج الذي لابد لنا من العودة إليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى